"بوحي بسرّك ياملاكي"
وزرعتُ حبكِ في رياض محبتي
وسقيتُ وردكِ صائغاً من مقلتي
وبنيتُ أحلام اللقاء بلهفةٍ
لكنَّ قلبكِ قد أطال بحرقتي
وجعلتِ نجمكِ غائر في عالمي
فمتى ينير شعاعُ بدركِ ظلمتي
لولاكِ ما فرجت أسارير الهوى
بوحي بحبكِ واقربي من غايتي
ودعي جنوح الناسكين وزهده
وترفعي فلقد وهبتكِ نبضتي
لم أفتح الأبواب قبلك إنما
قد سربلت أنسام عطرك مهجتي
فتجردي عن كبريائك في الهوي
وتعطري من نفحةٍ يا وردتي
فالحبُ يقتله الدفين من الهوى
يا بسمة الفجر الضحوك وبسمتي
يكفيكِ ما عانيتِ من فرط الجوى
فالهمُّ بالأرطال تمحو وجهتي
يا غنوة الطير الصدوح وشدوه
عصمت يدايا فارفقي في محنتي
ذكراكِ في غورِ الجروح وسيلها
تهذي بشوق حرُّها من دمعتي
لم أرتوِ برحيق ثغركِ إنما
سفحت بها اللاآت ترمي رغبتي
لو جئتِ تدنين الهوى بترفق
سيكون وجدكِ قد رأى من طاعتي
وكؤوس همِّي قد شربتُ حميمها
فتخمت منها راسياً بمزلتي
ورميتني في حمَّ بعدكِ والضنى
ورياح شوقكِ قد طغت بمسرَّتي
في الوصل نرقى إن بنينا جسوره
ويداكِ ترفع ساتراً عن فرحتي
فادني إلى من أسْكَنَتْكِ ضلوعة
فسنا عيونكِ قد غَفَت في ظلمتي
أحببتُ حبكِ يا ملاكي فانثني
داوي جراحاً قد شغت في لوعتي
أبكي مريراً من حنايا خافقي
وسيول حدقي غدقها من دمعتي
أنتِ المنى فيكِ الرخاء وصبوتي
فيضي عليَّ ففي حنينكِ رحمتي
إنِّي بذلت بكلِّ جهدِ ساعياً
حتى تكوني الإقحوان بواحتي
إن كنتِ تأبين الهوى بترفعٍ
فنصيب عمرى راضياً في قسمتي
في فسحة الكون الفسيح مسالكٌ
لو صُكَّ باباً لن تكون نهايتي
لكنَّني وأنا وفيُّكِ بالنوى
أرضى بنارٍ في حناها جنَّتي
بقلم المستشار الثقافي
السفير .د مروان كوجر
