د.عزالدّين أبوميزر
هُوَ مَاءُ الوَجهِ حَفِظنَاهُ ..
قُربَ المَسْجِدِ بَيتُ حَكِيمٍ
كُلّ الطّلَبَةِ تَغشَاهُ
وَعَلَيهِمْ لَا يَبخَلُ ابَدًا
مِن خَيرٍ أعطَاهُ اللهُ
وَرَحَابَةِ صَدرٍ وَعُلومٍ
هو فِيهَا قَد فَاقَ سِوَاهُ
وَإلَيهِ يَومًا جَاءَ غَرٍيبٌ
قَبْلًا مَا كَانَ رَآهُ
بِهُدُوءِ العَابِدِ دَخَلَ البَابَ
وَجَلَسَ وَقَلَقُ يَغشَاهُ
وَزُجَاجَةُ مَاءٍ تَحضُنُهَا
كَالأُمّ لِطِفلٍ كَفّاهُ
أطرَقَ يَستَمِعُ وَمَا رَفّت
لِهُنَا وَهُنَالِكَ عَيْنَاهْ
وَالعَالِمُ يَشرَحُ رُؤيَتَهُ
فِي مَعنَى الخُلُقِ وَمَغزَاهُ
حَتّى إنْ أنهَى دَرسَ العِلمِ
إلَيهِ الْتَفَتَ وَحَيّاهُ
وَأضَافَ أجِئتَ لِتسألَنَا
فِي عِلمٍ أُغلِقَ مَجرَاهُ
فَأجَابَ أبِيعُكُ فَضلَةَ مَاءٍ
دَهرِي لِيَ قَد أبْقَاهُ
وَلَأنتَ أحَقّ النّاسِ بِهِ
وَبِوَجهِكَ ألْمَحُ بُشرَاهُ
قَالَ وَكَم تَبغِي ثَمَنًا
يَا وَجهَ الخَيرِ وَتَرضَاهُ
فَأجَابَ أرَى مِئَةً تَكْفِي
كَي لَا يُفتَقَدَ وَأنْعَاهُ
قَالَ أرَاهُ يُسَاوِي أكثَرَ
مِمّا قُلتَ وَتُجزَاهُ
قَالَ المِئَةُ لَهُ تَكفِي
وَالأكثَرَ نَفِسي تَأبَاهُ
نَاوَلَهُ المَالَ وَوَدّعَهُ
وَالكُلُّ حَيَارَى إلّاهُ
نَظَرُوا وَالحِيرَةُ تَأكُلُهُم
وِبِمَا أخفَوْهُ هُمُ فَاهُوا
لَا يَسْوَى الدّرهَمَ هَذَا المَاءُ
وَسَهمُكَ أخطَأ مَرمَاهُ
فَأجَابَ قَلِيلَا أخَذَ الرّجُلُ
بِمَاءٍ أعرِفُ أنَا مَا هُو
هُوَ مَاءُ الوَجهِ وَأهرَقَهُ
وَلِذَاكَ عَلَيْهِ حَفِظنَاهُ
د.عزالدّين