قلبي إلى ...لشاعر الجزائر
معتمدة سابعا مهذبة بدقة
...
قلبي إلى قمرِ اللّيلاءِ ينجذِبُ
وكلُّ قلبٍ على الهيفاءِ يحتدِبُ
...
فليس تحلو ليالينا بلا قمرٍ
يُنيرُ ليلتَنا من طبعِهِ الطّربُ
...
الحُبُّ مدرسةُ الفتيان قاطبةً
حتَّى تُعلِّمَهمْ بالشّوق ما يجِبُ
...
يهيمُ من أجلِها بعد النّوى شغفًا
وهل يُحِسُّ بها مَنْ قلبُهُ خشَبُ
...
ديدانُنا خلوةٌ ننسى بها كدرًا
مُعَبَّؤٌ بِضنى الحِرمانِ مَن يثِبُ
...
كأنّما الحُسنُ مغناطيسُ يجذبنا
قلبُ المُتيَّمِ كالمجنونِ ينتحِبُ
...
لمّا انصرفتُ إذا بالطّيفِ يتبعُني
خلف القفا خِلسةً كالظلِّ يقترِبُ
... .
نسجُ الكلامِ فنونٌ وزنهُ نغمٌ
من بين طيّاتهِ قد جاءنا العجَبُ
...
إذا التحمنا تناسينا الهمومَ وما
قال العدى آنفا لمّا حلا اللَّعِبُ
...
فمِي لدى فمِها والجسمُ من ولهي
كالحوتِ في شَبَكِ الصيّادِ يضطرِبً
...
جودي كما جاد غيمُ الغيثِ مُنهمرًا
بعد الجفافِ روتْى بستانَنا السُّحُبُ
...
إنَّ النّدى بلّلَ الأوراقَ باكيةً
كأنّها مُقلٌ بالدَّمع تنسكِبُ
...
لولا سخاءُ شموسٍ ما استنار بها
بدرُ الدُّجى سمرًا يا أيُّها الأرِبُ
... .
كُنْ مثلَ أنوارها تسري بذي أُفُقٍ
كأنَّ منسوجَها في ضحوةٍ ذهبُ
... .
لولا العزيمة ما قُمنا نُنافس مَنْ
يُريدُ تحطيمَنا حِقدًا فما السببُ؟
... .
قالتْ قلوبُهُمُ في حسرةٍ حسدًا
يُذيبُ أجسادهُمْ من غيظهمْ لهبُ
...
إقرأْ لكي ترتقي فيها مدى زمنٍ
بالعلمِ تُجنى بذي ميدانِنا الرُّتَبُ
...
لولا الغرامُ لمَا عبَّرتُ عن ولعي
لولا المشاعرُ ما عُبِّئَتْ كُتُبُ
...
الحُبُّ أنهكَ قلبًا بعد راحتهِ
حتّى تداركَهُ بعد الشِّفا العطَبُ
...
فصار مُنشغلا يهفو إلى بِرَكٍ
إذا الْتقى بالَّتي زانَها الحسَبُ
...
فلم تزلْ حِممُ البُركانِ في لهبٍ
وقّادةً سيلُها كالموج ينقلبُ
...
...
بقلم الشاعر العصامي
مداحي العيد الجزائري
...
