مدنا" ارتحلت
***********
رأيت مدنا"
ترحلت في قطارات السنين
بجواز سفر ختموه بالشمع المدمى
وسالت دموع الكادحين
بغداد٠٠
ودعت شناشيل الكرخ وأزقة الرصافة
غزة٠٠
تركت خلفها قبر درويش بعيون باكية
وألقت التحية على مقابر الشهداء الميامين
دمشق٠٠
قبلت حاراتها واحتضنت الياسمين
نظرت من بعيد
كيف كانت كل مدينة تعجن الشعر المبعثر
هنا وهناك مع دماء الثائرين
نزلت دموع من كان جالسا" في مقهى الرصافي
وكيف ودعت العجائز الساجدة
تحت القباب الخضر وكنائس حيفا
بدعاء الزاهدين
هذه هي الحقيقة
شعبنا العربي محتقر بنظر الغزاة الطامعين
وشعبنا العربي أصبح كوم خرائط مشلول اليدين
فشكرا" لجلالة الملوك والأمراء والرؤساء
هذي عروبتنا خجلى منكم في ديار الآخرين
أبصرت بغداد وغزة تمشيان معا"
وفي اليد رهق الدهور على عكازة
تدور خلف الأسوار
تبحث عن شعب أتعبته السنين أكلته غائلة المنون
من التهجر القسري والقتل والمنفى
وتمشيان على نزف الوتين
والشكوى لرب العالمين٠
بقلم محمد لعيبي الكعبي/العراق
