recent
أخبار ساخنة

الكاتشب صناعة أطفال غزة .... للأستاذ. محمود أدلبي

الكاتشب صناعة أطفال غزة
جاري العزيز صباحا وجدته
 يلقى في حاوية النفايات مجموعة من الأوراق
في الحقيقة إستغربت كثيرا
فالعادة هو يرسل الخادمة لتفعل ذلك
إقتربت منه مبتسما كالعادة
نظر إليَّ وهمس بقليل من البسمة
 التي كادت أن تموت على وجهه
يا جاري العزيز
 لسنا بحاجة إلى المذكرات  هذه الأيام
فالأمل إنطفأ من القلوب
 أمام تلك المشاهد في تلك البقعة الصغيرة
وأمام مسرحية العالم المتمدن والمتحضر
علينا أن نواصل حياتنا ولا نهتم بما يحدث هنا وهناك
نأكل ونلعب ونحتفل ونغني ونرقص ونتزوج ونطلق
لا يهم لون الأرض التي إمتلأت بالأشلاء ولا حتى بالصراخ
إياكم أن تبكوا
 لأن الدموع مصدرها الجبن والخذلان هذه الأيام
وأقول لكم أيضا وصادقا الصمت أيضا
أصواتكم كلها كذب وإفتراء
بالأمس رأيت أمي تمزق كتب التاريخ التي في مكتبتنا
والغريب لم تكن غاضبة ولا تبكي
وعندما سألتها ما هي قصتكِ
في الحقيقة يا ولدي
 يكتبون وكتبوا التاريخ واليوم وجدته فارغا
مثل قلوبهم وضمائرهم
في التاريخ وجدت أن الأعداء دفنونا أحياء
قتلوا الحب والكرامة والشجاعة
حتى أئمة المساجد شردوهم
وزرعوا في أرضنا الدبابات
 بعدما إقتلعوا شجر الزيتون
وإحتفلوا وضحكوا ورقصوا 
وسرقوا الذهب من المنازل
أتعرف يا ولدي لقد كتبوا على قارورة  الكاتشب 
إنتاج أطفال غزة
بعد كل ذلك وما زلتَ واقفا أمامي تسألني
تحياتي
محمود إدلبي - لبنان
google-playkhamsatmostaqltradent