ماله القمر؟
يا أحبابي في الليالي،
يبدو أنه غريق
في بحر الأشواق والأماني
فهو يتلاشى
في سماء الظلام المظلمة،
ويصارع وحده
ضد تيارات الحياة العاتية.
ماله القمر في عينيه ضياع،
فهو يبحث عنه
في أرجاء الكون الواسعة،
يتلهف للقاء
القمر الذي ينير السماء،
ويحمل في قلبه
رغبة قوية وجارفة.
ماله القمر في خطواته تردد،
فهو يتحاشى
الأضواء الساطعة
والألوان الزاهية،
يراوغ العالم بجماله الخاص
وسحره المدهش،
ويختار السكون والعزلة
في مواجهة الدهشة.
ماله القمر في حروفه تجريح،
فهو يكتب بألم وحزن،
وبقهر الروح المعذبة،
يصف في قصائده
وجع الفراق والشوق العميق،
وينثر بين الكلمات
ألوان الأحلام المنسية.
ماله القمر يا أحبابي
في وجوده الحقيقي،
فهو يبحث عن النجاة
من أوهام الزمان،
يرغب في التحليق في سماء
الخيال والأماني،
ويسعى لإيجاد ملجأ
يبعده عن الألم والحزن.
ماله القمر يا أحبابي
في قلبه الحزين،
فهو يحمل أملًا تائهًا
ويبحث عن معنى،
يراوده الشوق والحنين
إلى الجمال الساحر،
ويبقى هائمًا في فضاء
العشق المتلاشي.
ماله القمر يا أحبابي
في حكايته المجهولة،
فهو يرقص على أنغام
الألم والوجع،
ينادي بصوت خافت
ياقينًا بأنه لا يعود،
ويحمل في جوفه
أماني اللقاء الدافئة.
ماله القمر يا أحبابي
في حضن الليالي،
فهو يتوسد الظلام
ويبحث عن النور،
يرتجف من برودة
الأيام المظلمة،
ويبكي دموع الشوق
والحنين العميقة.
ماله القمر يا أحبابي،
لا أدري،
هل هو مجرد
شاعر يعانق الأفق بحنينه،
أم هو قلبٌ مكسور
يبحث عن شفاء،
أو روحٌ ضائعة
تتوه في غابة الأحلام.
ماله القمر يا أحبابي،
لن أعرف،
فقد أصبح له مكانٌ
خاص في قلبي،
يستدرجني لأعزف
أوتار الحزن والشوق،
وأكتب عنه قصائدًا
تنبع من قلبٍ منهك
وروحٍ مبعثرة.
د. الشريف حسن ذياب الخطيب
