recent
أخبار ساخنة

أخبريني سيدتي .... للأستاذ. لطفي الستي

أخبريني ...سيدتي 
أخبريني ...سيدتي عن الوطن 
بحثت عنه في القصور ...في المجالس ...في القمم...
في الفصول ...في العصور 
في أساطير العرب والعجم...
في الكريات البيضاء و الحمراء 
في الشرايين...في الأوردة 
في الهمس ...في اللمس ...في النور و العتم ...
فما وجدت سيدتي 
سوى أثر تاريخ ...بقايا تاريخ 
كتب بالعرق ...بالدم ...
نالت منه العواصف و الزوابع ...والسقم...
ناديت ...
يا قوم ....يا أهل البيت 
يا أهل الغزوات و الفتوحات والثورات 
يا أهل الحضارة و الإنتصارات والكرم...
أخبروني ...
بل أخبريني أنت ...سيدتي 
عن وطن حملته ...تغذى من دمك ...من روحك
ولدته ...فضاع بين الخلائق والذمم ...
قلت :
هلم ضنايا ...
ارضع ...هذا ثديي ...هذا حليبي 
ففطموه ...ما لمس الثدي ...ما لثم ...
غابت فيه العقود والعهود 
بانت له للتو فواصل وحدود 
بقاع معزولة ...بلا حاكم و لا علم ...
فقلت ثانية متوسلة تكادين: أنا أمك ...ضنايا 
كيف أصل إليك من بين هذه الأسلاك 
هذه الأشواك ...هذه السدود ...هذا الزخم ...
دعني أحضنك ...أضمك 
أحس أنني أما ...
ولدت  وطنا ...الوطن المفقود....
فهلا أجابك سيدتي 
أصدقيني القول 
أم أصابه منهم البكم و الصمم ...
أم ضاع ...ضاع الوطن بين الوجود و اللاوجود 
في سراديب الظلمة والعدم ...
              بقلمي: لطفي الستي/ تونس 
                      17/12/2033
google-playkhamsatmostaqltradent