[[ فَوانِيسُ الظَّلامْ ]] ..
كَذَا مَدحُ النَّقِيْصَةِ إِنْ أَتَاكَ
أقْسى وَبالًا مِنْ قَدْحِ الهِجَاءُ
كَمَنْ يَسْقِيْكَ بِالشَّهْدِ حُلْوًا
ويَخْلُطُ السُّمَّ بِحَاوِيَةِ الإِناءُ
فأبْخَسُ النَّاسِ مَنْ كانَ يُبْدِي
عَطَاءً لِيَجْدِي مِنْكَ السَّخاءُ
وأبْغَضُ القَومِ مُنْحَطًّا تَخَفَّى
خَلفَ جِلْبابِ الفَضِيْلَةِ والنَّقَاءُ
وأقْبَحُ الفِعلِ مَنْ كانَ يَرجُو
عَفافًا على مَسْغَبَةِ الحَيَاءُ
فَكَذا صُنُوفِ القُبحِ فَاحْذَرْ ..
واتَّقِي شَرَّ مَثْلَبَةِ الدَّناءُ
ولا تُبَاهِلِ .. الحُمْقَ يَوْمًا
إنْ بَدَى .. في النَّزَقِ المِرآءُ
ولا تَسْتَوي على سُوْقِ قَوْلٍ
حَتَّى تُمَاهِي في العُقَدِ الذَّكاءُ
وإيَّاكَ تُؤتِي الفَضِيْحُ سِرًّا
فغدًا يُشَاعُ في النَّجْوَى الخَفَاءُ
وإيَّاكَ صَحبُ العَزُوفِ مَهْما..
ترآئى .. على الغَدْرِ الوَفَاءُ
وإيَّاكَ تُؤْوِي مَنْ كَانَ يَبْدُو
قَوِيْمًا .. خَلْفَ أرْوِقَةِ الرِّياءُ
وكُنْ فِي الظَّلامِ كَفانُوسِ لَيْلٍ
تُنيرُ .. وإِنْ عَسَّ الضِّياءُ
(( تُماهِي // أي تربط وتمزج وتُحاكي ))
(( صحبُ العَزُوف // أي هُم الَّذِينَ لا يَثبتونَ على وفاءٍ وصِدقٍ وقَولْ ))
بقلمي المتواضع / أحمد سالم
