الطفل الذي بداخلي يأبى أن يكبر ...
صادفته آخر مرة و هو يحجل
و بهت الذي في العمر قد كبر
غمز لي و قال " مثلي جرب أن تحجل "
و حاذر ، حاذر أن تسقط و تتعثر
سيقال عنك كهل في الرابعة و الخمسين
قاب أو أدنى من الشيخوخة
أبالك هذا الرجل بدأ يهتر
أنظر شعرك الذي ينصل
يا رجل و تحجل
طار غراب رأسك
و تلك التجاعيد تحت العيون
تتغضن و تتخثر
قلت له : " ياصغري الأخسر "
أ من كبري تسخر ؟
أ علي أنا تتنمر ؟
قال : " أيها المراهق ، في المراهقة ، أنت متأخر "
دعك من الحجل و التعثر
و قل لي " الغواني في شعرك كثر
هل في الحكاية سر "
قلت " الأنثى رائحتها محيية
تشم فتسكر
لولا الأنثى ، لكنت بعد عين أثر "
نعم يا صغري الأبتر
في الحكاية ألف سر و سر
كنت مثلك في الفلاة أشعث أغبر
عهدي معسول رؤى و أحلام ما أستدنيها حتى عني تتأخر
و عندما حلت بحياتي الأنثى
ضربت كفا بكف
و عضضت على الخنصر و البنصر
كنت الضمآن
و من ريقها صرت أعب و أسكر
منثال شعرها في كفي
يغازل الناهدين الأرعنين
و الجيد الصقيل المرمر
أعاند بها مصائري
أنافح بها الصلد من الصخر
و أغفي على زندها من انسحاب الشمس أمام القمر
إلى بدايات الفجر إلى نهايات السحر
يا صغري الأنكر
تنكر علي الأنثى
و تنكر على الأنثى تعشق من في مثل عمر
خذ مني عهدا
عندما أموت و يورى التراب على قبر
لن أسجى بكاملي
سأرفع من فوقي اللحد
و أبقى أنتظر حبيبتي
و أنا على أحر من الجمر ...
صابر بان ( تونس )