الشاعر الصديق الحاج محمد گابي
لست إلهاً لأوحي إليك
بوصايا النجوم وسِّر الوجود
أنا الطين الشرير
الذي قضم التفاحة شوقا
واستوى على لعنة العناد
أنا الذي طرد عاشقا
من جنة الأفراح
من فردوس الكمال إلى صقيع
الجسد التاوي تحت الرماد ؛
لست يوسف سيدتي
ولست وسيما
لأقض ثوب الوطن من دبر
لأشيد لك مدينة تشبه إرم ذات العماد
ولا أنا شهريارالبردان
تخدره الحكايات ليغتصب
كل فجر غادة من غيد العباد
أنا الطين، لا جسد لي
ولا أرى وجهي
في شظايا المرايا ، في عقم الحكايا
ولا في كوابيس الوساد
أنا أيوب النازف جرحا
وما اشتكى من سقم
إلا لما رأى زوجه
تبيع ضفيرتها في مستنفع اللا مزاد ؛
لست نيرون لأحرق السواحل
والمدن من أجلك
وأدك التلاع والوهاد .
مملة هي الأخبار
قاتلة هي الرياح القادمة من الشرق
ملفوفــةً في الدم وثوب الحداد ؛
إيكاروس حن للطيران
ولما حلق أذابت الشمس
جناحيه وما المجد التليد بمستعاد .....
من ضلعك السوي خرجتُ
لأراني فيك فهل خبرتِ
ما يفعله فينا قانون الأضداد
هل خبرت ما يكتبه من وجع
في القصيدة لون المداد ؟
يئس الآلهة سيدتي من الأرض
لم تشفع لهم وصاياهم
باتوا من غبن على شوك القتاد
عادوا إلى السماء
لاستصدار وحي جديد
وعالم جديد
بين بياض الروح والسواد....
لا مدن يا شجرة الذر
كانت لنتأسف على بني يعرب
هي قرى عاشت طويلا
في الظلام على رائحة الفتنة
لا قِرى الجواد فيها
صنيعة ولا صهيل الجياد
فأنارت دُجُنَّتها الحروب بنيازك
القتل وإقصاء الفكر
واستئصال دهشة المراد ...
أنا الوامق حبيبتي في زمن الغدر
أعيش بقلبي لقلبي
تغنيني نُغْبَة من زق الجمال
و أتوضأ عند الفجر بأنسام السهاد؛
حائر بين من أكون
وكيف هذا الكوكب الدموي
غيب العقل وحكم
في الرقاب مخالب الجماد ؛
لست الموصلي
لأعزف لك لحن الخلود
أنت نَثِيُث الندى أنت الغناء
ساعة تصطليني بجمرها
العواصف الشداد ...
فضمخي وجنتي بقبلة
العائد من الغياب
قد استنوق الجمل
واستوى على أسرار الكون
غطيط الرقاد..
أدمنت العشق فيك
وما كل من عوى بشادٍ صبابة
ولا كل من صعد المنابر بزياد ؛
بكأس الهوى أطفئي اللظى
ساعة ينسى الليل يديه
ينسى أنيابه على الوساد...
أعانق حنظلة وعواطفي
محترقة بأريحا
قلبي هناك ممزق
وهاهنا غصة في الأكباد...
قالت لي ذات الوُدْع وقد صدقت
سيبقى عالم الكره على هذا الوضع
فغدر البشر تليد الطبع
ولم يصلكم بعد سن الرشاد،
وقالت لك الأشواق همسا
لا تقطفي أزهار الأماني
من رأسها سهوا
قد تتركي الشوق يعبر لصدري
حين لا أجد أين أخبئ نزيفي
ولا آمنَ الملاجئ غيرك والملاذ ..
لست هوميروس لأكتبك قصيدة
كما تشائين بالشغف والوداد
فالشعر يرتق هزائم الروح
والقصة تكشف عورة المستور
والحكاية بؤرة العقل المقهور
الحرف سكين وعدو الفراغ
ساعة الميلاد.......
لست سيدتي أوراق عرافة
السلطة
أو على المين مجبولا
كي لا يورق على خديك وحم العِهاد
قد تفوح من حروفي رائحة
الحزن والأغاريد
ترانيم علتي من الآباد
وتشتكي من ورمي مقل
والدمع إباءً لا ينحدر
منك الجمال ومني العشق
في أحشائي يعتصر
أنتِ في شعري الثملِ
خمر دجاها العابق ولها
في سماء قلبي ينتشر
فخذي الخِلْبَ مني
افتحيه ضوء الآراد
يا نصفي المشروخ والمتهم بالوكس
لست إلهاً لأوحي إليك
بتجاعيد الفؤاد
إنما الحب سيدتي سلطان الكون
ورب العباد
فسلام عليك أيتها الأنثى
التي شغلت الدنيا كلها
وهدت قلاعها وأركانها
سلام عليكِ أيتها المحتلة
المتمردة الشرسة
الأرض الرمال البحار
التي اجتاحت ثخومي
الموصدة بصدأ العناء
وبنت قصرها على صدري
سلام عليك يا مبتدأ الأنات
منطلق العذابات
رنين العِداد
ورجة المَعَاد.
محمد كابي
الجديدة