................/ لست متشائما /.............
أراك تهرول مسرعا لإعلان البيعة والطاعةِ
ولا أدري إن كان بدافع الخوف أو الشجاعةِ
ومثل هذا الأمر لا يكون إلا بواعز الوضاعةِ
وكأني بك قد ربيت على الذلة منذ الرضاعةِ
فلا شك أن التملق أصبح نهجا لبناء العلاقةِ
والخداع لا يغيب في أية معاملات أو صداقةِ
وقد يكمن في العديد من المجاملات والأناقةِ
فقبل قيم الصدق نتعلم مهارة الكذب واللباقةِ
هكذا البعض يرى ويريد تسهيل سير الحياةِ
فينخرط دون وعي في تأسيس أشنع مأساةِ
ولا ينفك يدعو الله الستر ويعمى عن النجاةِ
فلا يهتدي ولا يسلم من تهوره أعتى الدهاةِ
قد يبدو قولي كثير التشاؤم وشديد الوقاحةِ
والحق أنني لا أود قولا إلا بكامل الصراحةِ
ولا يغيب في كلامي حب الحكمة والرجاحةِ
مهما تخلل وصفي من مبالغة ومن فصاحةِ
يكفي أن تنظر حولك سترى كثرة المصائبِ
وستصادف وجوها لا تحمل سوى المتاعبِ
وخلفها تختفي نوايا نفوس ماهرة التلاعبِ
فما عساني أصف غير المآسي والمصاعبِ
ورغم تعاسة الأحوال بسبب رداءة الأعمالِ
ودناءة النوايا والفكر وسوء الظن والأفعالِ
فلا بد من الأمل في عودة الرشد والاعتدالِ
ولا خير في بشر يتخوف من تغيير الأحوالِ
........... الهادي المثلوثي / تونس ..........