إلى القُرّاء
أضْحى المُقَرَّرُ في التّدْريسِ مُتّهَما
والفهمُ أصْبَحَ في التّلْقينِ مُنْعَدِما
وما نراهُ يَقودُ النّسْلَ نَحْوَ غَدٍ
منْ شَرِّهِ الجَهْلُ قَدْ أمْسى لَنا حَكَما
فانْظُرْ إلى أُمّةِ في الغَيِّ قدْ غَرِقَتْ
واسْمَعْ سَداجَةَ منْ صاروا لَنا قَلَما
قُشورُ أنْفٍ تُحيكُ الحَرْفَ منْ رُقَعٍ
فَتَصْنَعُ اللّغوَ بالتّحْريفِ مُتّسِما
وكيفَ نَمْحو سَرابَ اللّغْوِ منْ لُغةٍ
تَغَرَّبَتْ حينما أمْسَتْ بِنا صَنَما
تَرْقى العُقولُ وبالإبْداعُ تَرْتاحُ
والعَقْلُ في فلكِ التّطْويرِ مَلاّحُ
إنّا لفي زَمَنٍ بالعِلْمِ يأمُرُنا
والعلْمُ نورٌ ونورُ العِلْمِ إصْلاحُ
فمنْ أرادَ أزالَ العَجْزَ مُتّكِلاً
على اجْتِهادِهِ والفَلاّحُ فلاّحُ
دَعِ الّتّقاعُسَ في الخَيْراتِ تَطْلُبُها
فما سما بِلِسانِ الضّادِ مَدّاحُ
إنّي هَدَيْتُ إلى القُرّاءِ جَوهَرةً
مِنَ القَريضِ بها الأرواحُ تَرْتاحُ
محمد الدبلي الفاطمي