"كان يا ما كان"
ستة وسبعون عاماّ
من عمر الزمان
تجرّعنا بها
كأس الذلّ والهوان
أسرٌ وتدميرٌ
وضرب بالعصيان
قصفٌ وإبادة
وتهجير ودخان
لا نرى من خلاله
الا شهداء
دماؤهم
تغطّي الأكفان
زيتوننا والليمون
والريحان
إقتلعوه من جذور
بلا أثمان
كنّا أشبه
بكوز الرمّان
حلو الطعم
بلون المرجان
فرطوه
وتناثرت حبّاته
هنا وهناك
وفي كل مكان
نبحث عن هويّة
عن جنسيّة
نشتريها
من أي بلد كان
لنثبت أنّنا
بشر إنسان
له حقّ العيش
بلا حرمان
حتى فار البركان
وجاء الطوفان
من بحر غاضب
لا يعرف الأمان
وصار القرش
العطشان الجوعان
لا يفرّق
بين سردين وحيتان
وراح يعوم
على الموج فرحان
غير مكترث
لريّس ولا قبطان
حتى وصل
الى شواطئ لبنان
وفكّر بموقعه
بين الأوطان
وإختلاف طوائفه
والأديان
قال هذا عليّ
هيّن وجبان
تفاجأ بصوت
التكبيرات والأذان
وأجراس الكنائس
والصلبان
في بوتقة واحدة
يتّخدان
وقالوا عدوّنا
أولى بالخذلان
وظهرت مقاومة
بها لا يُستهان
وموازين القوى
راحوا يتبادلان
ثقل وزنه
وغرق في الطوفان
وعلم أنّ القوّة
لا ترجح الميزان
وللقصة بقية
بدايتها كان وكان
فاطمة البلطجي
لبنان/صيدا
فلسطين/حيفا