مأساة ...
و أنا البحار حين ولدت كنت أمسك في يدي مرساة
أ تماثلني بمن يحبو على أربع و يصطاد من المقلاة
أنا الفارس مرقدي صهوة الحصان
أ تشاكلني بمن يعلف من المخلاة
رويدك ، حنانيك ، أنا في الشعر ذرب
و أنت من أنت يا شويعر ، أ بقلم تكتب أم بممحاة؟
أنا الذخر ، أنا السؤدد ، أنا المورد ، أنا المخلد
شتان ما بيني و بينك ، كما الفرق ما بين المأساة والملهاة
أعد خلقك من جديد ، و جرب تبدأ من حيث أنا انتهيت
تجد أرضك بلقعا سرابا خرابا ، و نفسك تائهة في فلاة
أنا المفوه ، أنا المنوه ، أنا المفلق في سماء الشعر أحلق
أنا من تتكسر على عتباته أعتى الأمواج أنا الصخرة المرداة
أنا في الشعر قلب الرحى ، أنا اللب و الكل من حولي يدور
زؤان ، حصالة ، أشواك ، و حصوة الحصواة
يا المرتهن لي ، يا من يخمش كما الهر ، و لا مخالب له
أنا الأسد الهصور ، أهاب ، و أنا الصامت لا تحرك لي لهاة
ما أبعد أراضي عن أرضك ، أنا الشاعر النحرير
أنا المزن ، أنا الجبال العهن ، أنا السماء و سابع السماوات
أنا ، حين أقول شعرا ، أذيب قلوب العذارى
و أسكرهن حبا ، أسدل جفونهن فيغيض الدم في الوجنات
أنا تجاربي في الحب ، مغرقة خدرا ، سكرا ، سحرا
كل العذارى حبيباتي ، أتبعهن مهما طالت المسافات
موعود بهن ، مكلف ، موكول لهن ، هن في حياتي إكسيرا
أنا المخلد ، أنا الأبد ، أنا السرمد ، أنا البدايات النهايات
صابر بان ( تونس )