على أبواب الشتاء ............
ما بال ُ الجو ِ
رطب ٌ و خانق ٌ
لا يبعث ُ على الراحة ِ
أو القناعة ِ
و كأن َ السماء َ
أُصيبت ْ بالعُقم ِ
و العُقر ِ ..
تراها
دواكن ُ ثكلى
و زوابع ُ رعد ٍ مُثلى
غطت ْ أُفق ُ السماء ِ
بعباءة ٍ سوداء َ
تخطف ُ الأبصار َ
بصواعق ٍ زجر ِ ..
فلا ..!!
سماء َ تَقْطر ُ
و لا سحاب َ يُزمجر ُ
و لا طارق َ آت ٍ فيُخْبر ُ
بأن َ الأجواء َ حُبلى
تُنذر ُ بماء ٍ
طُهْر ِ ..
تزاحمت ْ
كل ُ المساءات ِ
و تقاربت ْ
ما بيننا المسافات ُ
و آلآفاق ُ ملبدة ٌ
لا بريق َ فيَسطع ُ
و لا بصيص َ ضوء ٍ يتلألأ ُ
برغم ِ الدعاء ِ
و تقديم ُ النُذر ِ ..
و كأنها تَهيل ُ
بخلجات ِ النفس ِ
عوالق َ الغدر ِ
و تَصب ُ مقادير َ الشر ِ
مشوبة ً كلها
بسُخرية ِ القَدر ِ ..
لذا
خارت ْ كل ُ قواي َ
و تقاعست ْ
عظامي و حَناياي َ
و ماجت ْ
كالطُوفان ِ بداخلي
شَئابيب ُ الخوف ِ
و الحَذر ِ ..
و أصاب َ
الوهن ُ ذاكرتي
فتلاشت ْ
من رأسي
عشرات ُ الكلمات ِ و العبر ِ
فحَلقت ْ بعيداً
بين َ طيات ِ
الدهر ِ ..
و أمست ْ
شفتاي َ كالصخر ِ
و بُح َ صوتي
وشلت ْ جميع ُ أطرافي
كأنها
أعجاز ُ نخل ٍ بالية ٍ
ترمق ُ هطول َ الغيث ِ
و نزول ِ القَطْر ِ ..
و صرت ُ لا أهتدي
بالنجوم ِ و الأقمار ِ
و أضحيت ُ كالمجنون ِ
في عقر ِ الدار ِ
عاجز ٌ لا أقوى
على الثبات ِ
و الصبر ِ ..
و لا أملك ُ العزيمة َ
أو أُقِر ُ بالهزيمة ِ
و لا أستطيع ُ أن ْ أصول َ
أو أجول َ
في رحاب ِ
الأدب ِ و الشعر ِ ..
ليتها
الحروف ُ قد ْ هَجَعَت ْ
و ليت َ الأبجديات ُ
ما خَضَعَت ْ
أو أسفرت ْ
عن ْ قصائد َ تَوَلَعت ْ
بآلهة ِ الخَيال ِ
و الفكر ِ ..
ضجيج ٌ
يُقارع ُ مُخَيلتي
و أفكار ٌ تُصارعُني
و حُلُم ُ اللقاء ِ يراودني
في جِنح ِ
الليل ِ يساورني
و لا أزال ُ قيد َ
الصمت ِ و السَهر ِ ..
فترى
المحاجر َ تَسيل ُ بالزبى
و تَهمل ُ بالدمع ِ و القذى
من َ البؤس ِ و الكرى
فتبتل ُ الأوراق ُ
و كأني أستلُها
من قاع ِ
نَهر ِ ..
و كم ْ
ناح َ نوحي
و ما كتمت ُ سر َ بوحي
في مُستَهَل ِ
كتاباتي ولَوحي
ما بين َ السطور ِ
في جرأة ٍ
و صبر ِ ..
و كأني أُقايض ُ
جفن َ الليل ِ
بوجد ِ شاعر ٍ
و لهفة ِ آسر ٍ
مكللاً بالأسى
و معبأ ً بالصبابة ِ
و العُذر ِ ..
و قرين ُ الحال ِ
يُنْبِئ ُ شَجو َ الخَيال ِ
بالسَطوة ِ و الحنين ِ
أو بالقَسوة ِ و اللين ِ
ما بين َ الوَتين ِ
و النَحر ِ ..
فمن ْ ذا
يُبْصر ُ أو يَرى
و من ْ ذا
يَعْرف ُ ما جرى
كم ْ كنت ُ أشقى
فوا لهفي
و الأحزان ُ تترى
بالهم ِ و القهر ِ ..
فالليل ُ
لا يستر ُ الخفاء َ
و لا يَكفي البكاء َ
و الشوق ُ
قد ْ مل ّ َ الرجاء َ
و حيرتي الآن َ تَكبر ُ
و عيني بالدَمع ِ تُبْحر ُ
ما بين َ مَدٍ
و جَزر ِ ..
لَيتني
أرى السماء َ
أو أرى الملائكة َ
بأكفها الضياء ُ
تَغسل ُ وجه َ الأرض ِ
أو تغرس ُ السنابل َ
ما بين َ الأنامل ِ
و السواعد ِ السُمر ِ .
بقلمي : محمد الأمارة
بتأريخ : 2 / 11 / 2024
من العراق
البصرة .