لماذا نَحْنُ
أمن قمرِ السّماءِ أتى البهاءُ
أم الإبداعُ تصْــــــنعهُ السّــماءُ
نظرتُ إلى الفضاءِ فحارَ أمْري
وفي جَسدي تجمّدتِ الدّماءُ
رأيتُ اللهَ في خَلدي عظيماً
ومن عِظَـــمِ الكريمِ أتى البـهاءُ
تجلّى للعُقــــــول فكانَ نوراً
ونور الله يُدْرِكُــــــهُ الرّجـــاءُ
ومن طلبَ الحياةَ بلا علومٍٍ
فإنّه في الحـــــــــياةِ هُوَ الوباءُ
دعَتْني لفتةٌ صَعقتْ خَيالي
بِنظْمٍ مُشْــــرقٍ أبْكـــــــى اللّيالي
بلاغتهُ استبدّ بها التّحدّي
فزلزَلـتِ القـــــلوبَ لدى الرّجـالِ
كلامٌ فيه سحرٌ وابتــــكارٌ
وفيه الشّعرُ قد ركبَ المعـــــالي
جلستُ بصحبة الأسلاف ليلاً
لأسمعَ ما يقالُ عن الجــمالِ
سمعتُ الشّعر مثل التّبر نظماً
به الحكمُ استعدّتْ للجـــدالِ
لماذا نحنُ في الدنيا ندورُ
لماذا نحنُ تُشْـــبهُنا القـــشورُ
أجيبوني فإنّ الصّمتَ جبنٌ
وحرُّ النّاسِ في البلْــــوى يثــورُ
نساقُ إلى التّحجّرِ كلّ يوْمٍ
وَنزْعُمُ أنّنا فعلاً نــــــــــــســورُ
ونسْخرُ إنْ رأينا الغيرَ وهْماً
ونحنُ الوَهْمُ والبـشرُ القـــبورُ
تُقَزِّمُنا النّواقصُ والملاهي
وتقمــعُنا النّوائبُ والـــشّرورُ
غرقنا في عُيوبِ المارقينا
وزاغ النّاسُ فارتكـبوا المُـشينا
رمانا الغشُّ في الأوحال لمّا
فقدنا في الهُــدى أدباً ودينـــا
وسرنا خلف مُجْتــمعٍ لَقيطٍ
أُناسُهُ بالقيـــــــــــودِ مُكَـــبّلينا
يحبّونَ التّبجُّحَ في المقاهي
ويمْتــهِنونَ التّحايُلَ أجْمـــعينا
وما تلكُمْ عدا الأعطابُ بانتْ
وأهلُ الحلّ قدْ نَقضوا اليَمينا
محمد الدبلي الفاطمي