هَلِ استَيقَظَ البَدرُ
هَلِ استَيقَظَ البَدرُ الوَسِيمُ مُبَكِّرًا
يُحَيِّي نَسِيمَ الصُّبحِ حِينَ تَحَمحَمَا
...
أَمِ البَدرُ فِي المَهدِ الوَثِيرِ يَغُطُّ فِي
مَنَامٍ مِنَ الرُّؤيَا عَلَيهَا تَكَتَّمَا
...
وَفِي غُرفَةِ القَصرِ المُنِيفِ قَدِ اعتَرَى
الفُؤَادَينِ حُمَّى مِن غَرَامٍ تَفَاقَمَا
...
سَهِرنَا عَلَى وَهجِ الشُّمُوعِ صَبَابَةً
وَجَدتُ بَلَاطَ القَصرِ فِيهَا مُرَمَّمَا
...
شَكَوتُ أَنَا مِن هَجعَةِ السُّهدِ بَائِسًا
مَتَى سَيَجُودُ القَلبُ مِنهَا تَكَرُّمَا
...
وَقَلبِيَ صَاحٍ فِيهِ جَمرٌ مِنَ الجَوَى
شُجُونُ الهَوَى مِنهَا العَمِيدُ تَجَّشَّمَا
...
وَيَهفُو يَرَاعُ البَوحِ دَومًا لِلَيلَةٍ
مُهَفهَفَةٍ بَينَ الرِّيَاضِ بِحِبرٍ هَمَى
...
تَلَاشَتْ عَلَى قَدرِ الشُّمُوعِ دُجُنَّةٌ
تُخَامِرُ صَبًّا مِن ضَنًى جَسَّ مِعصَمَا
...
وَتَشكُو نُجُومُ اللَّيلِ نَأيَ فَرَاشَةٍ
تَحُومُ إذا مَا عَسعَسَ السَّنَا فَأَظلَمَا
...
إِذَا ارتشَفَتْ رَشحَ الغَرَامِ تَمَدَّدَتْ
مِنَ السُّكرِ مَاسَ القَدُّ مَيسًا فَأَلهَمَا
...
فَهَلَّا دَنَتْ تَرجُو المَوَدَّةَ عِندَمَا
دَنَا فَارِسُ الَأحلَامِ بَالحُبِّ مُفعَمَا
...
وَبَينَ لَهِيبِ الحُبِّ أَلقَتْ بِنَفسِهَا
فَوَا أَسَفَا جِسمُ الفَرَاشِ تَفَحَّمَا
...
وَأَشكُو سُهَادَ الهَجرِ وَهَجعَةً
بِخِدرِ الَّتِي بَاتَتْ تُسَامِرُ أَدهَمَا
...
رَآنِي فَوَلَّى مُعرِضًا دُونَ عِلَّةٍ
عِتَابًا كَفَى هَجرًا فَهَجرُكَ أَفحَمَا
...
فَقَلبُكَ دَامٍ لَا يَرَى غَيرَ صُورَتِي
لِمَ الكِبرُ قَلبِي مِن هَوَاكِ تَطَهَّمَا
...٥
بقلم شاعر الجزائر
العصامي العيد مداحي
معتمدة شكرا