إلى شُعَرَاءُ الدُّرَر
إلى فرسان الشعر الأصيل الرّسالي الهادف
***
يا ناظم َالدُّر ِّفي أسْمَى مَعانِيها
ألْق ِالعنانَ لها فالحُسْن ُرَاعِيها
لا تغْمِطِ النَّفس َحقا ًّفي الشُّعورِ فَلا
تَخفَى الأحاسيس ُإنْ ثارتْ دَواعِيها
مَهما الْتفتَّ عَنِ الحَوْراءِ مُبتعدا ً
فإنَّ شِعركَ بالأبيات يَعنيها
طُوبَى لِبوحِكَ ،انَّ الحب َّخابية ٌ
واللّفظ ُوالحسُّ في الأشعار يُبديها
لا ليسَ عَيْبا صُداحُ الحُبِّ من دَنِفٍ
فالنَّفس ُزوَّدها بالحُبِّ باريها
العيبُ في هَذَرٍ صارتْ تهيم ُبه
أقلامُ أفئدةٍ تقْفُو أَعَاديها
فالقولُ مهزلة يَرْمِي إلى دَنَسٍ
يَقضي على قِيَم ِالإيمان يُرديها
تَرَى الشُّوَيْعِرَ مَحْمُوماً بلطْخته
يُبدي البذاءَة في غَلْوَائها تِيها
صارَ القريض ُلدى جيل الهوى هذَراً
فُحْشا قبيحا ويُؤذي الضَّاد َيلْوِيها
لكنَّ طائفةَ التّغريبِ تمدحُهُ
وتُغرقُ النَّتَّ إطْراء ًوتَنْوِيها
وهكذا الجيلُ يَبقَى في سَفاهَتِهِ
فمنْ يقومُ إلى الأمجادِ يُعليها ؟
إن كان ذو الفِكرِ مَطْمُوسًا ومُسْتلَباً
وسيِّد ُالحرفِ في الأقلام غَاوِيها
فكيف تُجْلَى عن الأذهان سَفْسَطَة ٌ
دامت ْعلى نُخَب ِالأجيالِ تَعْميها
آهٍ فقد سَكنتْ في فِكرِنا عِللٌ
دكَّت طلائعَنا ، من ذا يُداوِيها؟
فالغرب ُجرجرنا بالعَابِثينَ الى
قعْرِ الحضارة ِمَنعا ًللعلُا فيها
انظرْ فتلك عيونُ الشِّعرِ غائرة ٌ
واللّغوُ دَيْدَنُ أقلامٍ تُجافيها
فالجنسُ غاية أقوال ٍمُبَعثَرة ٍ
كلُّ النّوادي بِوَصْفِ الشِّعر تَرْوِيها
أين المكارمُ والأخلاقُ في هَذَر ٍ
قد بات سيفا على الآمالِ يُرديها ؟
هل غايةُ النَّفس في آمالها شبَق ٌ
يُحْمِي الغرائز بالآثام يُغريها ؟
هل غاية النّفسِ في أزْرى نَكائبها
عشقٌ وشوق ٌوذلُّ الدّهر يَطويها ؟
آه ٍعلى اَّمّة دُكَّتْ فما فهمت ْ
شيئا يُعيدُ لها أمجادَ ماضِيها
آهٍ على أُمّةٍ تحيا الهوانَ ولا
تَسْعَى لتخرُج يوماً من مآسِيها
آه ٍعلى أُمّةٍ باتتْ مُكبَّلة ً
بالمارقين ، فحاميها حَرامِيها
الكون ُيَعجَبُ من إسفاف نُخْبَتِها
إذ كيفَ يَهْدِمُ بيت َالعزِّ بَانِيها
إنَّا نُكِبْنَا بأحلاسٍ مُغرَّبة ٍ
قد ألَّهوا الغربَ تقليداً وتنويها
***
بقلم عمر بلقاضي / الجزائر