أنا الفُصْحى
دعوا الأقلامَ تكْتُبُ ما يُفيدُ
فإنّ العــقْلَ يُنْعِـــشُهُ الجـديدُ
لُعابُ مِدادِها يُحْيي الأماني
وأحْرُفُ رسْمِـها مَــددٌ مَديدُ
تُسافِرُ بالعُقولِ إلى زَمانٍ
بِهِ التّاريخُ في لُغَتي مَجيدُ
وتَنْقُلُ بالبــــيانِ لَنا تُراثاً
منابِــــــعُهُ تُــعَلِّمُ ما يُفـــيدُ
وبِالأَقْلامِ نَفْتَحُ بابَ نورٍ
لِنَـــبْنــيَ بِالمَــعارِفِ ما نُريدُ
أنا الفُصْحى مُباركةُ الأُصولِ
أجوبُ بأحْرُفي كلّ الحــقولِ
وَسِعْتُ الكَوْنَ في القُرآنِ علماً
بِوَحْيٍ رامَ مُخْتَلفَ المُيـــولِ
وَعِلْمُ النّحْوِ أَكْسبني الْتِحاماً
بِهِ الإعْرابُ بَسّطَ في الحُلول
أنا العربيّةُ الفُصــــحى بِناءً
أُقاوِمُ بالحِفاظِ على الأُصـولِ
وإنّ حَضارتي بالنّورِ جاءَتْ
كَشَمْسٍ في السّـماءِ بِلا أُفولِ
أنا عربيّةُ الفُـــــرقانِ دينا
ووحْـيُ الله ربّ العالمـــينا
رَبَطْتُ الدّينَ بالدُّنْيا انْسِجاماً
مــع هدْيِ الجُــدُودِ الأَوَّلينا
وباالإسْلامِ نِلْتُ المَجْدَ روحاً
فَصِرْتُ بِأَحْرُفي حَبْـلاً مَتينا
نَزَلْتُ على رسولِ الله وَحْياً
بِنورِ الأنْبياءِ المُـــرسليـــنا
تَزيدُ تِلاوتي الأَذْهانَ رُشْدا
فَيَخْشَعُ مَنْ أَحـبَّ الله فيـــنا
أنا الفُصْحى تُجَدّدُني حُروفي
وقدْ هَبَطَتْ إلى الأَدْنى ظُروفي
غَدَوْتُ لدى الوَرى لَغْواً عَقيماً
أعيشُ مَعَ الجَفافِ بِلا قُطوفِ
وَقومي جُلُّهُمْ هَجَروا لِساني
وناموا في الأخيرِ مِنَ الصُّفوفِ
كأنّ ثقافة الدّجّالِ هَـــبّتْ
فأحْرقَتِ الفَصيحَ منَ الحُـروفِ
ولنْ تحْيا الثّقافةُ بالتّمنّي
إذا عَزَمَ الشّبابُ على العُــزوفِ
عليْنا أنْ نعودَ إلى الأصالهْ
بِتَرْقيَةِ الثّقافةِ والعـــــدالهْ
عليْنا أنْ نَقـــــومَ بما عليْنا
مَخافَةَ أنْ تُحاصِرَنا الضّــلالهْ
فَنَحْنُ اليَومَ نَمْشي في طَريقٍ
يُعَبِّدُها تَجـــــاهُلُنا الرّسالَهْ
وهذا في ثقافَتنا خطــــــيرٌ
وَنَهْجٌ تَسْتَـــــــعينُ بِهِ الحُثالهْ
فيا لُغةَ الهلالِ كفاكِ فَخْراً
بأنّكِ تَنْشُرينَ هُدى الجــــلاله
محمد الدبلي الفاطمي