حُكْمٌ عَقيم
يا ليْلُ إِرْحلْ فَقَدْ زادَتْ مَآسينا
وأصْبَحَ البُـؤْسُ بِالأوْجاعِ يَسْقينا
نَشَرْتَ ظُلْمَتَكَ السَّوْداءَ مُنْتَهِكاً
بالجَوْرِ أَعْيُـنَنا فَانْـسَدَّتْ مَآقيـنا
فلا صباحٌ إِليْهِ العَصْرُ مُتَّجِهُ
ولا التَّعَـلُّقُ بِالماضي سَيُجْـدينا
طالَ التَّسلُّطُ حتَّى شَلَّ قُدْرَتَنا
وَلَمْ نَجِدْ مَسْـلَكاً يُنْــهي تَــدَنِّـينا
وَانْشَقَّ جَهْلُ الورى مِنْ بُؤْسِ عيشَتِنا
فَعَسْعَس اللَّيْلُ وازْدادَتْ مَآسـينا
هذا الذي سَبَّب الأوْجاعَ والضَّرَرا
حُكْمٌ عَقيمٌ بِشَرْعِ اللهِ قَدْ كَــفَــرا
يُنْمى إلى نَكْسَةٍ بِالشَّرِّ قَدْ كَبُرَتْ
منْها التَّفَكُّكُ بِالعَدْوى قَدِ انْـتَـشَرا
تَكادُ تَمْسَخُنا بِالذُّلِّ شَقْوَتُها
كَأَنَّ سَطْوَتَها أَمْـسَتْ لَنا قَـدَرا
وَيْلٌ طَغى لَوْ رَجَوْا أَنْ يَنْتَهي جَعَلوا
دِماءَهُمْ فِدْيَةً والسَّـمْعَ والبَصَرا
لَكِنَّهُمْ وَلِضُعْفِ العَزْمِ أَقْعَدَهُمْ
أَمْرٌ عَنِ الشَّبَـحِ المَلْـعونِ قَدْ صَـدَرا
يا أُمَّةً طالَها الإِفْلاسُ في القِيَمِ
وَاغْتالَ فِطْرَتَها التَّــفْريطُ في القَـلَمِ
مِنْ بَعْدِما جَرَّدوها مِنْ ثَقافَتِها
أَلْقَوْا بِها في أَتونِ البُـؤْسِ وَالأَلَــمِ
فَأَصْبَحَتْ أُمَّةً بِالدِّينِ جاهِلَةً
تَلْهو وَتَلْعَبُ عَبْرَ البَغْــيِ بالقِــيَـمِ
وَقالَ ذو أَمْرِنا جَهْراً بِلا خَجَلٍ
إِنَّ السَّــلامَةَ في الدُّنْــيا مِنَ النِّـعَمِ
لا يَحْمِلُ الذُّلَّ إِلاَّ حاكِمٌ نَتِنٌ
بِما عليْه مِنَ الأحْكامِ لَـمْ يَقُــمِ
أَساءَ لِلْأُمَّةِ الإفراطُ في الكَسَلِ
وَشَلَّها جَهْلُها المَــمْزوجُ بِالوَجَـلِ
وَقَدْ أَهانَ اليَهودُ اليَوْمَ هَيْبَتَها
مِنْ بَعْدِما هَوَّدوا الأَقْصى على عَـجَلِ
وَأَعْلَنوها لَهُمْ بِالجَهْرِ عاصِمَةً
كَأَنَّ أُمَّتَـــنا ماتتْ بِلا أَجَــلِ
إنْ ماتَ قَوْمي فَقَدْ ماتَتْ عَزائِمُهُمْ
فَارْبَأْ بِنَفْسِكَ أنْ تَرْعى مَعَ الهَمَــلِ
وَاغْضَبْ عَلى أُمَّةٍ باعَتْ مَناسِكَها
وَاهْجُرْ سَماسِرَةِ البُهْتانِ في المِــللِ
يا أُمَّةً هَرِمَتْ منْ كَثْرَةِ الفِتَنِ
فَاسْتَسْلَمَتْ لِوَباء العَجْزِ في زَمَــني
لَئِنْ ضَعُفْتِ وَأَضناك السِّقامُ فَمَنْ
سَيوقِفُ الحَرْبَ في سوريا وفي اليَمَنِ
وَمَنْ سَيَدْفَعُ عَنَّا تَلْأَبيبَ إذا
شَنَّ اليَهودُ هُجوماً مِنْ على السُّـفُنِ
إنَّ الصَّهايِنَةَ احْتَلُّوا مَناسِكَنا
وَنَحْنُ غَرْقى بِبَحْرِ الغَيِّ وَالفِــتَنِ
لَقَدْ رَفَعْتُ يَدي بِاللهِ مُعْتَصِماً
واللهُ عَوْنُ مَنِ اسْتَسْقاهُ في المِحَنِ
محمد الدبلي الفاطمي