ما أنا عنك تائب ...
لي فيك منزلة بين المنازل و المراتب
و حبي لك ضربة لازب
و أنا أمامك هش ضعيف لاغب
أنا الصلب و أنت مني الترائب
كما البراق آتيك على أجنحة السحائب
كما الملاح يحط في مرافئك ، ينزع مجدافه عن القارب
يحلم بحسناء فائضة السحر كاعب
رجل حاضر فيك غائب
تردينه في كل مرة خائب
رجل لحندس ليله حاطب
يا إمرأة تتقن المواربة ، بحبيبها تتلاعب
يا إمرأة أوصلتني إلى بر الأمان و أحرقت دوني المراكب
صيرتني لاجئا فيك ، و كنت أحسب أني مقيم دائب
دونك ، لا هوية لي ، دونك ، سكني الخرائب
دونك ، ما أنا ، إلا بوم شؤم ناعب
دونك أرضي مزابل مقابر أجداث و منادب
دونك ، ما أنا ، إلا كلب بين الكلاب سائب
ما كل ما تمنيت أدركته ، ألم أقل إنك أحرقت كل المراكب
شرقت في حبك و غربت ، أبحرت أصحرت كم صدك واقب
يصهدني صدك ، يصهرني ، كما يصهر الحديد الذائب
أتغزل فيك ، أقول فيك أشعاري ، و تنعتينني بالكاذب
أسكنك الرمش و الهدب و أغرزك في المسام وشما و قالب
و ماذا منك أنال ، حظا عاثرا، أنا المغلوب و أنت الغالب
معذبتي في الحب ، يا الصادية، أنا ما عن حبك تائب ...
الشاعر : صابر بان ( تونس )