رماد السراب
عنيد هذا الجدي
أمام المستحيل
لا الحظُّ يوشح هامته ولا السعدُ
هممت بها حلما
فصد عن الخد الخدُّ
أريدني طفلا مشاكسا
ينام بين أحضانها
إذا أبرق بالجوى الرعد
بارت أمنياتي سدى
كلما شط الوعد
مؤنس الخلوة جريح
والأماني سراب
مهما لف يدي
بالوثاق العهد
كيف وإلى متى
أداري لوعة
إذا ما استعر الوجد؟
لكَ الروح يا حملا
ولي جسد أنهكه
الحرمان والسهد
إذا بتُّ ليلا أنوي نسيانا
صفعتني شتاء التذكر والبردُ..
ما زارني طيف يواسي وحدتي
ما رقص على صدري النهد..
يا بعيد الدار
يا حمل الحنين
قل بالله متى ؛ متى
ينهار الحاجز والسدُّ؟
أهواك أجل
لكني هدفٌ لجمر
ينفخ في تنوره الفقدُ....
يد الجُنْدِ على الزناد
حريصة ويدي
لا الساعد قوي ولا الزّنْدُ
أهيم حائرا بين بساتين الهوى
لا العطر فاح في روضتي
ولا أزهر الوردُ....
سلمت أمري لسلطة من أهوى
في غربتي غير مهتم
هي أميرة الحسان
وأنا في بلاطها العبدُ..
فما جاد ثغرها بلثْم
ولا من الصداء ارتوى الثّمْدُ...
يا قاتلا خافقي مهلا
لا يحيي النبض فينا
إلا النهل قبلا والوِرْدُ
ثملتْ روحي صبابة
فانكسرت الراح على الراح
وساح الرِّفْدُ
سراب ، عذاب هو أملي
دني الهبيد إن خاصمني الرشْدُ..
الجسم للروح وعاء
فهل أذا أن الجسد
من غياب دراع الخود
غطاه السِّرْد
أنا الجد المنجود
كم طواني رماد التيه
كم أطعمتني الأيام صابا
وما أقراني الشهد
حُورِفْتُ من صفو الوصال قدرا
أم ليلى تسليني ساعة
وحين أصحو
يضنيني السؤال والرد
عن حرقة
عن فُرقة
يزيدها وطأة
التنائي والأغلال والبعد
قد أخلو لنفسي مرغما
أعانق عهودي
آهاتي شهودي
فلا هند تغريني بعدها
في الورى ولا الدعدُ.
محمد كابي