-( إخوة يوسف )-
أيّها الماردُ القابعُ في عمق السّراب
أسْدِلْ ستائرَ الغَبَشِ على نوافذ الحلم
لم نعد نحبّ الحريّة والمدى
بتنا ديداناً تأكلُ عيون الحقيقة
وضباعاً تفترسُ حِملان الجَمَال
مِن أيّ نبعٍ شربنا
وأيّ فجورٍ نقتات
نحن عشّاق الجحور
كلّما سطعت شمسٌ نطفئها
ونرجمُ الصباحاتِ بحجارةٍ من سواد
نقطعُ اليدَ التي تعبرُ بنا الجسر
ونحطّمُ مصابيح الأمان
أكلنا كل التفّاح الحرام
واقتلعنا الشجر
فصار حطباً في مدفأة المعاصي
سرقَ التاريخُ حاضرَنا
ورمى في الجّبّ أيامَنا القادمات
ولا زال إخوة يوسف هم هم
وقابيلُ قابيلا....
زهير علي