ل كتاب المكاشفات
.
الثانية والخمسون بعد المائة
أخذت من الرغـبة متعـتها وتركـت لغــيرها يتحـمل وزر ما ارتكـبـت
وضعت حـملها وانسلخــت عـن رضاعته ، بلا اكـتراث مضىت بجـد
ـ طيـبة ـ بلا نـاب ولا مخـلب ، صنمية القـلب وضميرمنعــدمٍ لا تضر
ولاتنفع ، من يدرى ـ عـلها ـ رأت عـلى شفا حـرف الأمومة مالايمت
في الأصل إلى تلك الغـريزة حـيث التكليف بالـواجـب في حـمل الأمانة
عـبأ عـليها ، مالها ونـداء اللذة في عـطش ومفـترس يعـوى في دمها
ومجهول يناديها من بئرالجنون ، فلا شعـوربالذنب وهى ـ حـية ـ قطع
عـليها مافى عـمق العشـق من سيـلان العـرى وانصهاره . ولا ـ ميتة ـ
إلا وخلفت في بكائية معذبة عيالها أرواحا بلا أجنحة ، لتلك هي فـرادة
امـرأة سيكوباتـية عـلى نحو استثنائى حين يجـتمع العشق والجُـرم في
أمومة مشوهة ، فكما لن يقـف مجـرم عـلى إدراك بالدونية فلا إحساس
يعـترى عاشق بالخطـيئة ، كلاهما من فتنة الغـواية وندهة الفوضى جاء
من عـمق اللاوعى
.
نص / محمد توفيق العــزونى