... طيفُ الأحبّة ...
يا فـاقدَ الأحـبّةِ برحيلِهِم قل لي
أَتُـراكَ مثلي تتـجرّعُ من الآلامِ
وكيف تزورُك أطيافُهم صباحاً
وتلتقي الأرواحُ مشتاقةً في المنامِ
فيا ويْحَ قلبي الذي يرثي بحزنٍ
قلـباً، لـه في الـرّوحِ خـيرُ مقـامِ
ويا ويـحَهُ من دمـعٍ يحفـرُ قـهراً
ومن اشتياقٍ مزّق الفؤادَ بالأسقامِ
رحلَ زوجي من الدّنيا فبـاتتْ
روحي المكلومة تحيا في الظّلامِ
كـلّما أشـرقَت الشّمسُ يزورنـي
طـيفُه هامساً، فأبـادره بالكــلامِ
وعندَ الغـروبِ يجتـاحني طـيفُه
ضاحِكاً، يروي روحي برذاذِ الغمامِ
زوجي يا عوْناً كنتُ أشدُّ به أزري
لينبضَ القلْبُ في اطمئنانٍ وسلامِ
مـنْ مـثلك في العطفِ والحـنانِ
ومنْ مثل قلبك في الحبِّ والوئامِ
تـُراني على قـبرِك باكـيةً، فأنت
البـطلُ في عرينِه، الزائرُ كالهُمـامِ
فيـا ليتَ شـعري كلّـما ناديْتُ على
قبرِه، راودَني صوتَه بالأحلامِ
فكـيفَ يطيبُ لي عـيشاً بـعدك
والعـمرُ يـمضي ثقيلاً في إيـلامِ
وكـيف أواري سـوءةَ اشــتياقي
والفكرُ تائهٌ بين اليقينِ والأوهامِ
استشْهَدَ البطلُ الشّجاعُ، فيا فـخرَنا
وهنيئا لمن بالعزّ تجرّع كأسَ الحِمامِ
رحـلَ زوجي من الدّنيا، أوَلـيْسَ
يطيبُ في رياضِ الجنّةِ لقْيا الكرامِ
وخيرُ ما أهديهِ لك دعاءً ومغفرةً
وجنّةَ الفردوسِ بصحبةِ خيرِ الأنامِ
بقلمي/ بيسان مرعي