[[ العجبُ العُجابْ ]] ..
نَصِحيتِي لِمَنْ بَلَغَ بِسَبْعٍ
مِنَ السِّتِينَ أن يَّفِرَّ مِرارا
إلى .. هَرَمٍ على عصاهُ
تَعكَّزَ بِغايَةِ المَوتِ وغَارا
ولْيَنْظُرْ مَلِيًّا إلى شَيْبٍ
تَبَيَّضَ .. في الوَقَارَ وَقَارا
فدعكَ مِنْ غَزَلٍ وأهْوى
فإنِّها النَّفسُ تهوى ضِرارا
ودعكَ مِنْ قَولٍ تَجلَّى
لِتُرضِي بِفَتَاةٍ باتَتْ بَوارا
فما هكذا تُدارُ الأمورُ
إذ أنَّ غدًا تَلقى خَسارا
وأنَّ الشِّعرَ ليسَ محصورٌ
بِحُبٍّ على نَهجِ مَسارا
وإنَّمَا .. عُمقٌ في الخبايا
بل .. أنَّهُ أقْسى مَرارا
ولكَ أجْدى بَلْ أنَّهُ أجْدى
تُزكِّي النَّفْسَ نَدَمًا وفِرارا
واخْتَرِ الحُكْمَ وجُدْ عليْهَا
بِسجَالٍ .. ومكارِهٍ وحِوارا
وأكْرِمْهَا بِأنْفَاسِ فَوْعِ طِيْبٍ
تَفُوحُ بِخلواتِ سِرٍّ وجِهَارا
وهذَّبِها .. مَهْمَا اسْتساغَتْ
بِدَمْعٍ ، هَمَى كالفَيْضِ مِدرارا
ولا تَأنَسَنَّ حَذارِ لِمَا تُلْقِي
فإنَّها للذَّنْبِ لِثَامًا وخِمارا
بَلْ أنَّها ..!! تَجِيءُ بِقُبْحٍ
إذْا ما دَجَى بِالليلِ إخْبَارا
فَتعقِدُ الفُّؤادَ كمَعقُودِ سِحرٍ
يَهِيْمُ .. حتَّى صارَ عِثارا
فإِياكِ وتُلْقِي السَّمْعَ إِلَيْهَا
ولَئِنْ تَبَسَّمَ القَلْبُ وجَارا
ولْتَعلَمَنَّ يا مَنْ بَلغْتَ بِعُمرٍ
بأنَّها .. الدُّنْيا بِضْعُ نَهَارا
فإنْ أرَدتَ النَّصِيْحَةَ خُذْها
وإلَّا فَدَعها شاهِدًا وشِعارا
ولَنْ أزَكَّي النَّفْسَ بلْ أنِّي
أوَّلُ القَوْمِ من يَّخْتارُ قَرارا