recent
أخبار ساخنة

بيَدِي لا بِضَربَةِ عَمرُو ..... للأستاذ. أحمد سالم

[[   بيَدِي لا بِضَربَةِ عَمرُو   ]]..

في  ذاكَ   الزَّمانِ  كانَ   هَناكَ
مَمْلكَتَانِ.. بينَ  غُرُوبٍ  وفَجْرُ

تَنُوخٌ  بِالعِراقِ   لاذَتْ   بِأرضٍ
تَنَاسَلَتْ  بِها  الأنسابَ  والذُّرَرُ

لأبْرَشِ القَومِ   بِساداتِ   حَبْرٍ
تُحدِّثُ  .. بِهِ  الأخْبارَ  والسِّيَرُ

وبِتدْمُرٍ  نَافَ   العَماليقُ  بِمُلْكٍ
لِعِمْليقٍ تغَشَّى بالآفَاقِ   والأثَرُ

بالثَّالثِ الميلادي تَبُوْءُ  قِصَّتُنَا
بِفداحَةِ القَتْلِ والثَّاراتِ والصُّوَرُ

عِندَ نهرِ  الفُّراتِ  تَدورُ  رحاها
تَذَكَّى   بِنَارِ   وقِيْدَها    الشَّرَرُ

حتَّى ..  باتَ   الأمرُ    بِضربِ 
واضْحى .. ما  بينَ  كَرٍّ   وفََرُّ

وتقاسَمَ  النَّاسُ بِالمَوْتِ سِجالٌ
طغى  بِهِ ..  الإسْرافَ   والبَذَرُ

وقتَلُوا  الظَّربَ  بسيفِ  جُذامٍ
طَمَعًا  .. في   الأملاكِ   والدِّيَرُ

ولكِنَّهُمْ !! فَتَحُوا  بالثَّأرِ عَليْهِمْ
هجاجًا  .. لا  يُبْقِي  ولا   يَذَرُ

حتَّى  تَنَصَّبَتِ  الزَّبَّاءُ    بِعَرشٍ
وخَطى   على   حِقْدِها    الأثَرُ

فَشاورَتْ  نِساءُ   البِلاطِ  بِكَيْدٍ
عَظِيْمٍ ..  يَجِيءُ  بِمَنْ   غَدَرُوا

ومَن   مِنْكُنَّ   يَسُوسُ   بِأمْرٍي
إِذْ   عَزَمْتُ   بالقُربانِ    والنُّذُرُ

و سأكُونُ ..  لَهُ   زَوْجًا    بِمَكْرٍ 
لا  يَخطُر  على جانٍ  ولا بَشرُ

ألا  خَبِّرُوا  الأبْرَشَ  أنِّي  قَبِلْتُ
بِدَمٍ باتَ في  النِّسْيانِ   مُنْدَثِرُ

فأتَى  الرَّسُولُ   وألقى  خِطابًا
علَيْهِ  .. بلا   إمْساكٍ   ولا  عُذْرُ

ونادى ..  إليكُم  أحِيلُ   قراري
وإنَّي لَسْتُ بِقاطِعٍ  دُونَكُمْ  أمْرُ

فَمَنْ ..   تَكَرَّمَ   مِنكُم   أجِيْبوُا
بِفِقْهٍ يُفِيدُ  بهِ   الحُكمَ  والنَّظَرُ

ولكنَّ .. !!  قَصِيرٌ  أدانَ   بِقَوْلٍ
لا   مَحالةَ    بِالإكراهِ    معتَصِرُ

وإنَّي ..   أراكَ    بِسَفكِ    دماءٍ
يُراقُ    إِذْا    ما    هُيِّئَ    النَّحْرُ

فدعكَ  من   هذا   فإنَّها   تَبغِي
بثأرٍ  .. في   الوجدانِ    مُعتَمِرُ

ولكِنَّهُ ..!!  ألقى   بقَولٍ  سَقِيْمٍ
جُزافًا ..  بهِ   الإدراكَ     مُفْتَقِرُ

وشَدَّ ..   رِحالَ    الرَّكْبِ   إلَيْها
يَسُوقُ  بِحتْفِهِ المَوعودُ مُنْتَحَرُ 

فَحِيْنَ    رآها    كأنَّها   ..   قَمَرٌ
بَلْ أنَّها في الليلَةِ  الظَّلماءِ  بَدرُ

وقالت :  إلَيْكَ   العُرشُ     هَيَّا
كُنْ    لَهُ    ..      حَكَمًا      وقَرُّ

ولَكِنَّها خلفَ اللثامِ ماطَتْ بِقُبْح
وهالَتْ  عليهِ  بِالطَّعَناتِ   غَدرُ

وَوَضَعَتهُ  على  آنِيَةٍ  من ذَهَبٍ
حَتَّى ..  لا  يُقالُ  بِالمُلُوكِ  جَبرُ

ومِنْ  ثُمَّ ..  تَبَسَّمَ  الثَّغرُ   فِيها
ضِحاكًا يَنُوحُ في  بُكائِها  الثَّأرُ

وصاحَتْ أيا مَعشَرَ القَومِ كُونُوا
شُهودًا .. على  ثأْرٍ  باتَ مُنْدَحِرُ

ولكِنَّ عمرُو بن عُديِّ لَمْ  يَنْسى
ولَنْ يَنْسَى جُذَيْمَةَ إذ بِهِ نَحَرُوا

إذْ  أنَّهُ  أرادَ  ردَّ   الصَّاعِ بِصاعٍ
لِئَلَّا  ..  يُقالُ  قد  خَابَ مُنْذَعِرُ

وعَزَى لِقصِيرٍ  بأنْ يحتالَ علَيْها
بِمَكْرٍ وأدهي كَظلامِ الليلِ مُسْتَتِرُ

حتَّى اطْمَئَنَّتْ واسْتقبَلَتُهُ بِعَطْفٍ
واسْتكانَ ما كانَ في القلبِ مُنْتَهِرُ

إلى .. أنْ  تَحَيَّنَ  المَجَالُ  بِغَدرٍ
في صناديقٍ باطِنُها المَوتُ يَذْرُو

فِحيْنَما أحسَّتْ  بأنَّها  قَد دانَتْ
بِها المنايا سَاغَتْ مِنَ السُّمِّ خمْرُ

واعْتمرتْ  بِتاجَ  المُلوكِ وقالت :
أموتُ ..  بيدي  لا  بِضربةِ عَمْرُو

بقلمي المتواضع/ أحمد سالم
google-playkhamsatmostaqltradent