نوة الدار
عندك حق يا صغيرتي
فعلا البيت اصبح كالمنأى
المهجور البعيد و شجرة الام
إقتلعها الريح وما انا إلا صبار
لا يدمع بعدما جف به الوريد
يا ابنتي الصغيرة..
كما تحدث فى كل البحار
نوات تحدث فى كل الديار
نوات وكل نوة بذات الغبار
والهزيز والعزيف والخواة
وعباب الامواج و الإنهزام
وإهديدار الامطار المقواة
بكور من نار الثلج الشديد
والفارق بين النوتين يا ابنتي
الصغيرة.. فى نوة البحر يلتطم
الموج بشط من الرمال الناعمة
واما نوة الدار يلتطم الموج بشط
جليدي مثلوج حتى لو ذاب بعد
النوة جليده سيصدأ كل ما بالدار
و تخرب الابواب و النوافذ الحديد
وتلف الابواب بالديار يا صغيرتي
وكذلك .. تلف نوافذها الحديد
يكشف المستور بها و يجعلها
ممرا سهلا للعابرين والمتطفلين
والحمقى الحاسدين والحاقدين
فلا تتحصن الديار إلا إذا تحصن
أهلها ومن القريب قبل البعيد
هذا و لله ما أراد ثم لله ما يريد
الشاعر حمدي عبد العليم