فى ذِكرَاها الرابعة
مَاتتَ أُمي
مَاتَتَ مَن كُنت أُحَدثَها عنكِ
وَأَحِكِى لها عنكِ
وَأَشِتَاق فِيكِ بِنَظِري الى مُقِلَتَيها فَأَذِكر مُقلَِتَيكِ
مَاتَت من كُنت أَضَع رَأَسِي عَلى كَتِفَيها
فَأَشِتَم رَائِحَتَكِ وَأَشِعُر بِرأسِي عَلى كَتِفَيكِ
ومن كُنت أَعِبَث بِشَعِرَتَيِها
فَأَذِكُر كَيِفَ أَنِتَ
وَيَرِتَجِف قَلِبِي شَوِقَإ إِليكِ
مَاتَتَ وُلَم تَرَاكِ
لَكِنَها كَانَت تَهتَز فَرحَإ
كُلَمَا أَحِكي مَعَها عَنكِ
مَاتَت حَبِيبَتي.... يَاحَبِيبَتي
مَاتَت أُمِي
مَاتَت مَن عَلَمَتِني كَيِفَ أُحِبَكِ
وَكَيِفَ أَكِتُب قَصَائِدي إِليكِ
مَاتَت يَسِمِيِنَتي قَبل أَن تَشِتَمِي رَائِحَتها
وُقَبِل أَن تُزين أَصَابِعَكِ بِخَواتِمها
وَقَبل أن تَهِديكِ
قِلادَتَها ومُصِحَفها وسَجَادَتِها ومِسِبحَتهَا
وَأَشياء أَعَدَتَها لِتَهِديِها إِليكِ
وَالأن لَا تَنتَظِرى مِني القَصائد والورُود
لا تَتَزيني من أَجِلي بالجَواهر والعقود
فقد مَاتت التي من أجلها
خُلِقت كُل القَلائد والخَواتم والعُقود
مَاتت من كَانت جَواهِرهَا تَزِداد جَمَالاً بِمعِصَمَيها
وتُكِتَب مِن أَجِلَها كَل القَصَائد
وتُهدى إِلَيها كُل الورود وأَعواد البُخُور
مَاتت نِسَاء العَالم بِموت أُمي
مَاتت حَبِيبَتي وبِمَوتِها يَاحَبِيبَتي
لا قَصَائد وَلا ورود
شعر
على أبو السعود