من
حبه ما شفيت
وقوفا على ما مضى قد بكيتُ ــــــــ إلى خالقي ما ألاقي اشتكيتُ
بدأت الهوى و صريعا انتهيت ــــــــ و كم من لبيب يعي ما حكيتُ
عميت إلى نوره ما اهتديت ـــــــ فلما هويت حبيبا غويتُ
بأن لا يطيع الحبيب أمرت ــــــ فؤادي و كم من عصي عصيتُ
أطاع فؤادي الهوى و علي ـــــــ فحين غوى و عليه اعتديتُ
******
و كل العذابات منه سقيت ــــــــ أتاني و من بعدما أن رقيتُ
عليلا فلست أحب التعافي ــــــــ و قلبي فمن حبه ما شفيتُ
بسعد الهوى ما حظيت و فردا ــــــــ بقيت و بالآه كم قد شقيتُ
عرفت الهوى كيف يأتي فلما ـــــــ فؤادي بتلك المهاوي رميتُ
تعالى مليك الجمال إلي ـــــــ تعال فما قال لي من هويتُ
*****
على حبه ما سخطت حمدت ــــــــ إلهي و بالله ربا رضيتُ
وجدت له ما فقدت وجوها ـــــــ و ملء الوجود بوجد منيتُ
و عنه نهيت فلما جفاني ـــــــ بسوء النوى و الليالي دهيتُ
و حيا إلى قومه بعدما أن ــــــــ نعيت الذين أحبو نعيتُ
غليلا و من حبه ما شفيت ــــــــ و بعد السلام الملام كفيتُ
*****
و نفسي عليها و بعد التداعي ـــــ سقوطا من الموت ما قد خشيتُ
وجدت به ما أحب نعيما ــــــــ مقيما و كم بالجحيم اكتويتُ
أموت و هذا الهوى لا أميت ـــــــ بقلبي سيبقى الهوى ما حييتُ
بدنياي دين السلام سيبقى ــــــــ و إن شئت هذا الهوى أم أبيتُ
سأبقى على عهده ما حييت ــــــــ سيحيا من العمر مهما فنيتُ
******
مع الحب عهدا جديدا فتحت ـــــ وعهدا قديما تناءى طويتُ
خلاصي بتلك الدماء اشتريت ــــــ بدنياي دين الهوى ما ازدريتُ
و أظهرت حبي فلما رأيت ــ الغموم فبين الغمام
اختفيتُ
من الحب أسقى عجبت فكيف ـــــــ أعود إليه و ما قد ظميتُ
أتاني كحلم الكرى لا أفيق ـــــــ بما لا أطيق فؤادي ابتليتُ
عرفت الهوى سره و الجموع ــــــــ كؤوس المنى من يديه سقيتُ
******
لديه بحثت عليه و كم من ـــــــ سنا في الطريق إليه سبيتُ
و شيخ الشباب انتهيت و طفلا ــــــ إلى حضنه أن أعود اشتهيتُ
فلما عرفت المعاني الجميل ــــــ ه فيه بظل الإله احتميتُ
عنيت بذكري و ما فيّ يسري ـــــــ به ليس يخفى الهوى ما عنيتُ
بلغت المرامي و ما قد قصدت ــــــ و أدركت من أمره ما ابتغيتُ
******
مع العارفين ارتضيت شيوخا ـــ و في الحب ثوب المريد ارتديتُ
بدنيا الهوى حين صرت خطيباــــ على منبر من ضياء استويتُ
بليل المحبين بدرا رأيت ــــــ مع الشمس بالعاشقين اقتديتُ
و ليست أطيق الخصام لإجرا ــ ء صلح فما بيننا قد
سعيتُ
******
لكل المعالي محبا ارتقيت ـــــــ و منه فتلك المعاني استقيتُ
أتاني خجولا كوحي الخيال ـــــــ و شعري به مشرقا قد رأيتُُ
و بين السكارى سقاني مداما ــــــ و منه شربت و حتى ارتويتُ
ملأت من الحب كأسا دهاقاـــــــ سكورا بسلوى الحياة انتشيتُ
و لي عالما من خيال بنيت ـــــــ بدا ساحرا في يدي ما جنيتُ
******
و بالقول من فعله ما اكتفيت ـــ بكل الذين أحبو
احتفيتُ
و لا أستلذ المنايا و ضيفا ــــــــ إليها فتلك الحياة دعيتُ
و دور المتيم فيها قضيت ـــــــ إليها فلولا الهوى ما أتيتُ
تعاليت في حبه فهويت ـــــــ و من بعده بالعلا ما حظيتُ
بفرط الجوى مستهاما ابتليت ــــــــ و نفسي النوى بأذاه أذيتُ
*****
تركت و خلف السراب حطامي ـــــــ و مني على ما تبقى مشيتُ
و دربي تركت عليه خطاي ـــــــ و آثاره في الصحاري اقتفيتُ
تركت به ذكرياتي تراني ـــــــ تناسيت ذكر الهوى أم نسيتُ
و فيها الدياجي لأقصى الحدود ـــــ ارتميت و عن نوره قد عميتُ
لقيت الهوى و صروف الزمان ـــــــ و منه فكم شاقني ما لقيتُ
*****
و خلفي تركت حريقا و فوقي ــ غريقا طغى الماء لما
طغيتُ
بمنفاي قلبي نفيت و سحر ـــــــ الجمال فعن موطني ما نفيتُ
لقد جئته عاريا من أناجي ـــــــ و في الليل ثوب الدياجي اكتسيتُ
جعلت محبا به لو نهاني ـــــــ عدوي فعن أمره ما نهيتُ
و ما بي اشتكيت و فوق الطلول ـــ وقوفا على ما مضى قد بكيتُ
******
حبيبا به في الليالي اكتفيت ــــ و خير الورى في هواي اصطفيتُ
كفاني به ما لقيت و بعد ــــــــ ضلالي إلى هديه ما اهتديتُ
من الصلب يرجو الفداء المحب ــــ و روحي بذبح الهوى قد فديتُ
جموعا بكأس الهوى قد سقيت ـــــــ إليه سعيت و مذ أن وعيتُ
و طفلا إليه هواي أتيت ـــــــ و خيرا فأهل الهوى قد جزيتُ
******
بقلم الشاعر حامد الشاعر