يا أهل الدار ..
يَا أَهْلَ الدَّارِ
قَدْ طَالَ شَوْقِي فِي بِعْدِكُمُ
فَالرُّوْحُ مُشْتَاقَةٌ
وَالقَلْبُ لَا يَهْوَى غَيْرَكُمُ
الحَيَاةُ بِلَا حُبٍّ
مَرِيْرَةٌ كَمَا العَلْقَمِ
لَا لَوْنَ لَهَا بِدُوْنِكُمُ
وَالرَّبِيْعُ لَا يُزْهِرُ
وَبُسْتَانُ عِشْقِي لَا يَرْتَوِي
إِلَّا فِي جَمَالِ ثَغْرِكُمُ
وَقَلْبِي الهَائِمُ
فِي ذِكْرَى حُبِّنَا المَجِيْدِ
لَا يَنْبُضُ بِحُبِّهِ
إِلَّا فِي سِحْرِ بَسْمِكُمُ
وَالشَّمْسُ لَا تُشْرِقُ
فِي دُنْيَتِي أَبَدَاً
وَلا يَبْدَأُ صَبَاحِي
إِلَّا فِي مَسَارِ عِشْقِكُمُ
الدُّنْيَا لَا رَبِيْعَ لَهَا
تَغْدُوْ جَنَّةً بِرُؤُيَاكُمْ
وَالقَلبُ يَنْبُضُ حُبَّاً
وَيَعْلُوْ شَوْقَاً بِقُرْبِكُمُ
هَوَاكُمْ بِجَمَالِهِ
سُلْطَانٌ عَلَى القَلْبِ
وَالرُّوْحُ فِي أَسْفَارِهَا
تُعَانِي وَجْدَاً بِحُبِّكُمُ
كَمْ كَتَبْتُ مِنْ أَشْعَارِي
فِي رِحَابِ حُبِّكُمْ
وَكَمْ سَافَرْتُ بِلَيْلِي
عَبْرَ الأَثِيْرِ وَمَدَاهُ
مَعَ أحْلَامِي لِنَجْمِكُمُ
أَعِيْشُ فِي ظُلْمَةٍ مَدِدَةٍ
بِلَا هَوَاكُمْ الجَّمِيْلْ
وَأَيَّامُ عُمْرِي طِوَالٌ
لَا تُنِيْرُ إِلَّا بِإِشْرَاقِ شَمْسِكُمُ
أَحِنُّ فِي وِحْدَتِي
لِأَيَّامِ هَوَاكُمْ وَسِحْرِهِ
وَأُنَاجِي فِي لَيْلِي الطَّوِيْلِ
مَعَ كَأْسِ سُلَافِي
جَمَالَ طَيْفِكُمُ
لَيَالِي الأُنْسِ
مَعَ العُمْرِ الجَّمِيْلِ
وَصَفْوَةِ أَيَّامِهِ
فِي رِحَابِ دَهْرِهِا
كَانَتْ لا تَطِيْبُ
إِلَّا فِي جمَالِ وَصْلِكُمُ
مَلَاعِبُ الصِّبَا بجَمَالِهَا
وَمَغَانِي الشَّبَابِ بِزَهْوِهَا
تُحَاكِي الرَبِيْعَ الضَائِعَ
أَيَّامَ كُنَّا بِقُرْبِ أُنْسِكُمُ
يَا أَهْلَ الدَّارِ
لَقَدْ جَفَّ نَبْعِي
وَسَكَنَتْ دِمَائِي
وَعَلَا الشَيْبُ رَأْسِي
وَرَبِيْعِي أَمْسَى خَرِيْفَاً
وَتَوَقَّفَ زَمَانُ الهَوَى
فِي دُنْيَتِي الحَزِيْنَةْ
عَبْرَ المَسَافَاتِ بِفَقْدِكُمُ
بقلمي د جمال إسماعيل
الجمهورية العربية السورية