لا شيء يخزينا ...
لا شيء يضيرنا ، نحن في نعمة ، بألف خير
لنا بين تراث العالمين إرث
و كنا ، و مازلنا كرماء ، نحمي الحمى ، و نسعف من يطلب منا الغوث
لا شيء ينغص عيشنا ، نحن في رغد نعيش ، نحن بألف ألف خير
نحن سليلو الأنبياء ، نغرف من المرأة أي غرف ، مثنى و ثلاث و رباع ، هن حرث لنا و نحن لهن خير حرث
عيبنا الوحيد ، أننا نضعف أمام المرأة ، و حتى في موسم الحج نمارس معهن الرفث
عدا ذلك ، نحن خير أمة ، نحن في النعيم نسبح ، نحن في ألف ألف خير
بطوننا ملأى نفطا ، حتى و إن شحت السماء ، فلا حاجة لنا بالمزن و لا يبللنا الغيث
ننجب ما ننجب ، من أصلابنا نخرج الأسد الهصور الضرغام الليث
لا شيء يشيننا ، نحن الشرف الرفيع ، لا يدنسه الأذى ، مصيرنا دائما بأيدينا ، لا تشوبه شائبة و لا عوث
عيبنا إن كان فينا عيب ، أننا في ما بيننا أشداء عواص ، و أمام أعدائنا يعترينا الخنث
ما سوى ذلك ، نحن في دنيانا نعمل كأننا نعيش أبدا ، و نعمل لآخرتنا كأننا نموت غدا ، فنحن بألف خير
لا تصدق كل ما يقال عنا ، ذاك افتراء ، أحابيل تحوكها الشياطين ، فرب افتراء يهب ريث
لا شيء ينقصنا ، الكمال نحن ، نحن قوافلنا تسير شتاء صيفا و الكلاب حولنا تعوي ، و ما ضر نباحها فنحن نسير في لوث
صحارينا ، بيادينا ، صيرناها جنانا فوق الأرض ، نبذر ، من ماء زمزم نسقي ، حتى الرمال نحرثها أي حرث
سنبقى ما بقى النخيل سامقا ، مرفوعة رؤوسنا ، تلك عهود منا ، نحن الرجال ما صدقوا ، لا ننكث لا ننكث
سيمانا على وجوهنا ، نوفي العهد ما حيينا ، نقسم بالبعرة التي تدل على البعير و بالبول و الروث ...
كل شيء يزيننا ، فيوم نخرج كما ولدتنا أمهاتنا ، من تحت الجدث
نكون موعودين بأنهار ملأى عسلا و خمرا و حور عين ، و يوهب الرجل منا بائة ألف رجل ، فنحن مع الحور لا نعبث
جزاء لنا شكورا ، ألسنا الوحيدين دون غيرنا من الأقوام نؤمن بالبعث؟
نحن ، مصيرنا دائما بأيدينا ، نميز السمين من الغث
نعرف الجيد من الرث
كل شيء يغرينا ، و لكل حادث حدث !
صابر بان ( تونس )