الاهداء/ إلى زوجي وقرّة عيني رحمه الله
... الشّجاعُ البطلُ ....
هذا الذي تـعرفُ الأمّةُ مـآثرَهُ
والطفلُ يعرفُه والشيخُ والرّجلُ
هذا ابنُ عـشيرةِ الهـيْبِ وليس
يـجهـلُ الشّـعـبُ ذاك البــطلُ
هذا الصّادقُ الطائعُ التّقيُ الذي
ترجَمَتْ أخلاقَهُ الأقوالُ والعملُ
هـذا الشّجاعُ الـمِقْدامُ المـجاهدُ
لـم يُـخِفْهُ يومـاً أسـرٌ ولا قتــلُ
ســهلُ الطّبـاعِ حـلْوُ الشّـمائـلِ
شيمتُهُ الوفاءُ والاخلاصُ والنّبْلُ
هذا سـميرُ الرّوحِ فلا تـعاتبني
حـين يـجودُ قلمي عنه ولا يمَلُّ
هذا فـقيدُ قلبي الذي يُكْتَبُ في
أوصافهِ الشّعرُ والنّثرُ والغزلُ
فـلا تـلومـنَّ القلـبَ حـين يـنزفُ
عبَراتٍ وعباراتٍ تصبو لها المُقَلُ
فإنّ ريـاحَ الفـقْدِ عـاتـيةٌ قـاتـلةٌ
والرّحـيلُ كـأسٌ طـعْمُهُ حـنْظلُ
والفؤادُ شُلَّتْ أطرافُه حينما مات
الحبيبُ، فالموتُ مصابٌ جللُ
والرّوحُ تـخنُقُها غـصّةُ الفراقِ
وقد تحطّمَ على أعتابها الأملُ
تـناجي في ظـلمةِ الليلِ خـالِقِها
أنْ يـا إلهي ضـاقتْ بيَ السّـبلُ
والـنّفسُ بـين أزقّـةِ الاحــتضارِ
اجْتاحتْها الأحزانُ والهمُّ والعِلَلُ
فـها حـبيب القلبِ طـلّق الدّنـيا
وهل لنـا حـيلةٌ إذا جـاءَ الأجـلُ
لـم تَـهَب المــوتَ ولا الـرّدى
ليْثُ الوغى على العـدوِّ مُـقْبِلُ
في جبهاتِ القتالِ لك بصماتٌ
أثْـخنْتَ بالعـدوّ، فـغزاهُ الويْـلُ
لبسْتَ وشاحَ الكرامةِ عزّاً وفي
المجالسِ ذِكرُكَ يفوحُ ويُجَلجِلُ
وَضِعْتُ أنـا مـنّي بـعد رحـيلِك
وتمزّقَ الوريدُ وانْقطعَ الوصْلُ
والوتـينُ تـهشّمَ فتناثرَتْ أشـلاؤهُ
وتشتّتَ الفـكرُ بـعدك وتـاهَ العـقلُ
وهاجرَتْ طيورُ الأماني، وغيثُ
عـطفِك وحـنانِـكَ ما عـاد يـهطلُ
فـيـا ويْـحَ قـلبي وقـد تـصدّعَتْ
جـدرانُه، والـنّبْضُ فيه مـُشتعِلُ
والدّمـوعُ أدْمَـت الجـفونَ حـين
أمطرَتْ، يعْتريها الغمُّ والوجلُ
رحـل الـذي رسـم البـسمةَ عـلى
وجهي، وكان ليَ الحبيبُ والأهلُ
بقلمي/ بيسان مرعي