قافِيَتي
يا وَيْحَ مَنْ فقَدَ الإحْساسَ والأدبا
واحْتَلَّ مَرْتَبَةً أدْنى بما اكْتَسَبا
تَلْقاهُ يَكْذبُ والأحْوالُ تَكْشِفُهُ
والهَيْقُ مَنْ ألِفَ البُهْتانَ والكَذِبا
مَنْ مَدَّ كَفّاً بِفَرْطِ الخُبْثِ نَحْوَ أذىً
أغْضى على الحَقِّ إنْكاراً لِما ارْتَكَبا
لا يُعْرَفُ المَرْءُ إلاّ في مَواقِفِهِ
وفاقِدُ الحِسِّ عِنْدَ الحَزْمِ مَنْ هَربا
لا تَجْعَلِ الإفْكَ في دُنْياكَ نافِلَةً
فالإفْكُ داءٌ يُصيبُ الصِّدْقَ والأدبا
لا يَصْحَبُ الإفْكَ مَنْ تَعْلو بِهِ القِيَمُ
والبُخْلُ عَكْسُهُ في أخْلاقِنا الكَرَمُ
جادَ العليمُ بِنورِ العِلْمِ فاتَّسَعَتْ
كلُّ المَدارِكِ في اسْتِشْرافِها النّعَمُ
إنّي وإنْ غَيَّرَ الإنْشاء قافِيتي
فالنَّظْمُ يَعْكِسُ ما أدْلى بهِ الكَلِمُ
وكلُّ حَرْفٍ أتى عَفْوا بلا تَعَبٍ
فإنَّ خَلْفَهُ في إعْرابِهِ القَلَمُ
تَخْشى النُّفوسُ ضَياعَ العُمْرِ في تَفَهٍ
والمُدْرِكُ القَصْدَ لا تَخْوي بهِ القَدَمُ
محمد الدبلي الفاطمي