أنايا لم تعد تكفيني ...
حبل أمي جيشي اللايقهر
أعيد به صلتي بي
حين الليل علي يسدل
أنا اللاجئ في
و لا ملاجئ لأحزاني تحمل
ريشة في مهب القلق أناي
تتقاذفني الوشائج ، أقفالها لا تقفل
أنا البداخلي حمل ثقيل ثقيل
و أكفي انقاضت قواقعها فتت و لم تعد تحمل
صدر أمي كم حنانا أفاض علي
و أنا الغر في مهدي أتبول
إن بسطت يدك لي تنتشلني
ما أنا باسط يدي لك و كف أمي يغزل
خيوط حرير كدودة القز
تكفكف دمعا على الآماق ينزل
و أمي تعرى و الصقيع يلهب ظهرها
و تؤثرني بخيوطها و بنفسها لا تحفل
أمي ، أ تحملينني وهنا على وهن ؟
ثم تداومين الخوف علي و شفاهك مازالت تسأل
بني خذ حذرك ، الصقيع حارق
لف وشاحا حول رقبتك و إياك أن تتبلل
أخاف عليك نزلة برد
بني ، إني أحبك ، أنا ملاذك اللايخذل
إن تخلى العالم عنك
فكيف أمك تخذل إبنها الأثير المدلل
أمي هذا العالم مخيف
أعيديني إلى حبلك السري فأنا توازني اختل
بعدك الدنيا مظلمة
و فانوس حبك أمي به أتظلل
أموت الموت كله أمي
إذا ما فانوس نورك قد تعطل
مديلي يدك ، كل الأيادي مخشبة
يدك حبل نجاتي ، الموج حولي يصطخب و لا لي حول
أغرق كل لحظة في خيبتي
و هذا الهول حولي يعتمل
حبلك أمي جيشي اللايقهر
حبلك يدخل في سم الخياط و لو كان جمل
أتذكر كيف كنت تهدهدين روعي
تضغطين على صدري و من يدك كنت أجفل
جربي الآن ما كنت منه أخاف
و ستعرفين كم تزيل يدك أثقل حمل
ما أجمل لسع يدك على صدري
و صدري كم جرب سياطا ينوء بها أعتى جبل
أمي أحلى الحكايا
و دون نساء الكون هي الأجمل ...
صابر بان ( تونس )