لدى الإنْسان
كُنِ ابْنَ مَنْ شِئْتَ في الأنْسابِ واللّقَبِ
فالمرءُ يُرْفَعُ بالأخْلاقِ والأدبِ
وإنّما الأُمَمُ الأخْلاقُ ما بَقيَتْ
تَبْني الأساسَ بِما تَرْعاهُ في الكُتُبِ
يا طالِباً نورَ عِلْمٍ سالَ مِنْ قَلَمٍ
أغْنى القريحَةَ بالأحْلى مِنَ الرُّطَبِ
يَرْقى الطُّموحُ لدى الإنْسانِ مِنْ أمَلٍ
والنّارُ تأْكلُ ما تَلْقاهُ مِنْ حَطَبِ
لا تَمْتَطِ الفِعْلَ إلاّ والهُدى معَهُ
فالهَدْيُ يَعْصِمُ بالتّقْوى مِنَ الغَضَبِ
تَحْيا النُّفوسُ بِنورِ العَقْلِ في العَمَلِ
والصّدْقُ يُبْعِدُ بالتّقْوى عَنِ الحِيَلُ
عَلَيْكَ نَفْسَكَ لا تَتْرُكْ ضلالَتها
تُلْقيكَ في ورْطَةٍ التّلْفيقِ والكَسَلِ
فطالما واجَهَ الإنْسانُ مُعُضِلَةً
كادتْ تَكونُ فجاءَ اللهُ بالأمَلِ
واعْلَمْ بأنّهُ لا نَدري متى غَدُنا
إنّ الحياةَ لدى الإنْسانِ بالأجَلِ
تجْري بنا لِغَدٍ أيّامُنا قُدُماً
والمَوْتُ يأتي إلى المَعْني على عَجَلِ
محمد الدبلي الفاطمي