اهداء للاسير المحرر إبن مدينتي حسين الزريعي
ودعت بالأمس ظلام زنزانتي ....
وليلها الأسود .....
تركت اشيائي ومعلقاتي ....
وانهيت كتابة آخر كلماتي .....
في دفتر يومياتي .....
وحان وقت الرحيل ....
بغصة تلو حرقة ...
ودعت رفاقي ....
تسعة عشر عاما ....
حيينا ومتنا مئة ألف مرة ....
ادرت ظهري بين نارين ....
يؤلمني أن اتركهم وامضي ....
ولكني محكوم بتوقيت حكمي ....
عانقتهم وسجلت وصاياهم ....
وقبلاتهم للأهل ...
خرجت من بوابة السجن ....
تنفست الصعداء ...
ومضيت في طريقي الطويل القصير ...
شممت رائحة الوطن ...
وعطر أمي ...
همست في أذن التراب ....
أنا من شربت كأس السجن لاجلك ....
ها انا عدت إليك ....
أصبحت حرا ..
عند الحاجز ينتظرني رفاقي واهلي ....
سيحملوني على الأكتاف ....
وساعانق امي وقبر أبي ....
واختي الصغيرة اصبحت صبية ....
وأخي الذي لا يعرفني سوى في الصور ....
تركت لك الزنزانة ايها السجان ....
ومشيت في موكب فخري ....
عزيزا ابيا ....
قهرتك بصبري ...
ونلت حريتي ....
ستبقى وحدك يوما ....
سيخرج رفاقي .....
حتما ....
وسنتوضا برمال الوطن ....
ونصلي مع ميلاد الفجر ....
فالليل زائل ....
لا سجن باق ولا سجان ....
بقلمي كاميليا ابو سليم