و كانت صلاتي في محرابك باطلة ...
خمسون عاما و أنا معتكف في محرابك أصلي
الناس يصلون خمس صلوات
و أنا الوحيد أصلي خمسين صلاة و بنار حبك أصطلي
دلو لماك بهاتي عيني أراه مملوء
و على صخر نهديك أمارس التيمم و ألثم النتوء
خمسون سنة و صلاتي في محرابك باطلة
أحسب أني على طهارة أركع و أسجد
و تراني في كل مرة ألتقي عينيك أنقض الوضوء
كل الشعراء يكتبون عن حبيباتهم في البحور الطويلة
و أنا الوحيد الذي لا ينالني إلا المشطور و المجزوء
أحاول في كل نافلة أشهر حبي لك
فأكتشف أن أساليب المجاز و الكناية بفشل ذريع تبوء
و باقي الشعراء لا يهيمون مثلي في واد غير ذي زرع
و كل ما يقولونه فصيح صريح ، حتى ما بين السطور مقروء
أنا في محراب حبك ، مريد ، أضاع في منبرك صوابه
ما أفادت الخطب العصماء و لا أساليب التذلل
أنا في حبك عاشق موبوء
مصاب بالانفصام و الرهاب و كل الأمراض السارية
ما إن أفيق حتى يغشى علي
قيس في حب ليلى ، مشرد يهيم على وجهه
حاله من أسوء الأحوال ، حاله من سوء إلى سوء
يا المعذبتي ، سلطان حبك ، يكسرني ، يشطرني شطرين
أحسب ، أن لوحي ، في حبك ، حسنات تكتب
و بعد خمسين عاما أكتشف أن صلاتي في محرابك باطلة
و أنا سيئاتي لوحي بها ينوء
و أنا لا أطيق البقاء لحظة دون حبك
قضيت خمسين سنة ، أصلي في محرابك و صلاتي باطلة
و كنت تتربصين ، خمسين سنة ، بالقروء
و كنت أظن أني في حبك على طهارة
ما إن أقيم صلاتي في محرابك ، حتى أنقض الوضوء
صابر بان ( تونس )