ن
انا الوجود نقطة على الفلك
مسَّني اللهُ جودًا فبانَ الوجودُ وأشرقَ في مقلتيّ الخلودُ
فخرجتُ كتابًا، ونورُ المعاني يضيءُ الدُّنى، والصفوحَ السُّدودُ
كِتابٌ أتى منذُ كنتُ بظَهرٍ بينَ السماءِ وبينَ الصَّعودُ
أقرأُ به ما يُضيءُ طريقي فإن يُرفعُ السفرُ، كيفَ أعودُ؟
يقولونَ: سِفرُ الحياةِ عظيمٌ وفي كفِّ كلٍّ خطاهُ شهودُ
كتابٌ جليٌّ لِمن رامَ فَهْمًا وفي كلِّ سطرٍ يُنادي الوجودُ
رأيتُ كتابي إذ أُنزلَ لي فأحكمه اللهُ، كان الجلي
أحاطَ الإلهُ بعلمي، فكانَ وجودي لديهِ كضوءٍ جليّ
وفي حمله قد أتى كلُّ زوجٍ بأمرٍ حكيمٍ وقدرٍ عليّ
كتابٌ مفتوحٌ، كلُّ سطرٍ فيه يُكتبُ بحكمةٍ، لا يغيبُ فيه
نعيشُ تحتَ نظرِ اللهِ، فكلُّ حركةٍ فيهِ، شهادةٌ عميقةٌ فيه
إذا رُفِعَ الكتابُ، كانَ هو الحكمُ وعنّا تكتبُ السُّطورُ، وفيها الحياةُ مرهفٌ
إرادةُ اللهِ، مسيرةٌ فينا وحكمتهُ، في كلِّ فعلٍ تؤثرُ فينا
بديع عاصم الزمان