لا بُدَّ
حَرْفي تأقْلَمَ واللّسانُ تَكَلَّما
والحِسُّ أدْركَ فِطْنَةً فَتَعَلّما
تُؤتي الفِراسَةُ بالإرادَةِ أُكْلَها
والعَقلُ إنْ أمِنَ السّبيلَ تَقَدّما
ترقى المدارسِ باعتِمادٍ تَعَلُّمٍ
يَجِدُ السلاسةَ في العَطاءِ تَعَلُّما
وإذا الصّغارُ على السّليمِ تَدَرّبوا
نَطقَ الصغيرُ بِفطْرةٍ وتَكَلّما
لا بُدَّ أنْ نَجِدَ الحلولَ لِحالِنا
فالعَزْمِ منْ ضُعْفِ الطُّموحِ تَقَزّما
كيفَ العُلومُ بما نقومُ سَتَنْفَعُ
والجَهْلُ في أسْواقِنا يَتَسَكَّعُ
نَبْكي ونَضْحَكُ تَحْتَ نَيْرِ تَخَلُّفٍ
فيهِ النُّفوسُ بِجَهْلِها تتَمتّعُ
وإذا العُقولُ إلى الحَضيضِ تَدَحْرَجَتْ
ألْفَيْتَ دائرةَ الأسى تَتَوَسَّعُ
تاهَتْ بنا سُبُلُ الضّلالِ كأنّما
لَيْلُ المَصائِبِ فَوْقَنا يَتَرَبَّعُ
إنّ الشُّعوبَ إذا تَخَلَّفَ رَكْبُها
حتْماً بما نَصَبَ العَدُوُّ سَتُصْرَعُ
محمد الدبلي الفاطمي