فَهَلْ سَنَنْهَضُ يَوْماً
يا مُمْطِراً صَفْحَةَ القِرْطاسِ بالقَلَمِ
أتاكَ رَبُّكَ بالأرْقى مِنَ النّعَمِ
تَبْني بأحْرُفِكَ الآفاقَ مُعْتَمِداً
على البَصيرَةِ في مَنْظومَةِ القِيَمِ
وتَنْشُرُ النّورَ في الأجْواءِ مُلْتَحِفاً
صُبْحاً يُبَشِّرُ بالألْطافِ والحِكَمِ
إنّ اليَراعَ جَميعُ النّاسِ تَحْمِلُهُ
وليْسَ يَعْمَلُ إلاّ في يَدَيْ قَلَمِ
فَكُنْ حَريصاً على الإتْقانِ مُسْتَنِداً
حتّى تَفوزَ بِحُسْنِ النّثْرِ للْكَلِمِ
رَبُّ العِبادِ بِكَسْبِ العِلْمِ قدْ أمرا
وعَلَّمَ العِلْمَ للإنْسانِ فابْتَكرا
أنارَ بالمُصْحَفِ القُرْآنِ أفْئِدَةً
تَتْلو الكتابَ بما يَقْضي كما صدرا
نوراً تراهُ على نورٍ بما حَمَلَتْ
تِلْكَ الحُروفُ وَما العَلاَّمُ قدْ أمرا
سُبْحانَهُ اللهُ بالقُرْآنِ أرْشَدَنا
وبَيّن القِصَصَ المُثْلى لَنا عِبَرا
فهلْ سَنَنْضُ يوْماً مِنْ مَراقِدِنا
أمِ التّخَلُّفُ قدْ أعْمى لَنا البَصَرا
محمد الدبلي الفاطمي