د.عزالدّين أبوميزر
لَوْ أحَدٌ مِنَّا اطَّلَعَ الغَيْبَ ...
تَاجِرُ غَنَمِِ مَا قَدْ بَاعَ
لِأيَّامِِ حَتَّى لَوْ شَاةْ
وَبِيَومِِ أحَدُهُمُ قَدْ جَاءَ
وَعَرَضَ عَلَيْهِ عَشْرَ شِيَاهْ
وَبِسِعرِِ لَا يَحلَمُ فِيهِ
أوْ يَحلَمُ أَحَدٌ أنْ يُعطَاهْ
لَا مَالَ لَدَيْهِ لِيعطِي الرَّجُلَ
فَصَرَخَ بِألَمِِ يَا وَيْلَاهْ
وَكَانَ نَصِيبَ الجَارِ العَشْرُ
وَصَاحِبُنَا تَدْمَعُ عَيْنَاهْ
لَوْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَانَ المَالُ
لَكَمْ رِبحََا قَد كَانَ جَنَاهْ
وَمَضَى لِلبَيتِ وُسُوءُ الحَظِّ
بَعَينَيهِ قَد فَاقَ مَدَاهْ
وَأوَى لِيَنَامَ وَيَنسَى الحُزْنَ
وَلَيْتَ النَّومَ إلَيْهِ أتَاهْ
حَتَّى إنْ جَاءَ الصُّبحُ مَضَى
لِلسُّوقِ وَتَسْبِقُهُ قَدَمَاهْ
وَكَأنَّ هُنَالِكَ مَا يَدفَعُهُ
نَحوَ السُّوقِ بِكُلِّ قُوَاهْ
وَصَلَ السُّوقَ وَإذْ بِالجَارِ
وَقَدْ شُدَّتْ لِلقَيْدِ يَدَاهْ
وَالبَائِعُ مَعَهُ مَشْدُودٌ
وَالشُّرطَةُ مَعَهَا العَشْرُ شِيَاهْ
كَانَتْ قَدْ سُرِقَتْ أوَّلَ أمْسِ
وَصَاحِبُهَا بَلَّغَ شَكوَاهْ
وَكَأنَّ التَّاجِرَ عَنْ كَاهِلِهِ
فِي لَحظَتِهَا سَقَطَ عَنَاهْ
وَسَجَدَ بِإخْبَاتِِ وَيُرَدِّدُ
مُعتَذِرَا فِي كُلِّ دُعَاهْ
لَوْ أحَدٌ مِنَّا اطَّلَعَ الغَيْبَ
لَرَضِيَ بِمَا قَدْ قَسَمَ اللهْ
د.عزالدّين