مِنْ ثَغْرِ شاذٍ
أمْسى بَناني بالحُروفِ مُتَيّما
يَبْني بِرَوْعَتِها التّوازُنَ مُحْكَما
وعلى بِساطِ المفرَداتِ تَيَسّرَتْ
هَمَساتُ وَحْيٍ بالبيانِ تَلَثّما
وكأنّما ألْقى الفُؤادُ بِهَمْسِهِ
مِنْ ثَغْرِ شاذٍ في الحُضورِ تَكَلّما
تِلْكُمْ بُحَيْرَةُ أحْرُفٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ
منْها اللّبيبُ بما تَفيضُ تَعَلّما
إنّي وَجَدْتُ لدى الفُؤادِ قَريحَةً
أمْسى بها في المُلْهَمينَ مُتَيّما
عِشْقي لِما تَحْوي الحُروفُ تَطَوّرا
وبما يُعَبِّرُ قدْ نما فَتَغَيّرا
لُغَةٌ تَغَنّى بالبلاغَةِ حَرْفُها
وعلى مَدى كُلّ العُصورِ تَنَوّرا
لُغَةٌ تُخاطِبُ بالشُّعورِ قُلوبَنا
فَنُحِسُّ طَبْعاً بالأصيلِ تَحَرّرا
ما كانَ لي إلاَّ أَبوحَ بِعِشْقِها
إنّ اللّسانَ بما أُحِسُّ تَفَجّرا
عِشْقي إلى لُغَتي يُجَدّدُ عِثْرتي
وأنا أُريدُ اليَوْمَ أنْ نتَطَوّرا
محمد الدبلي الفاطمي