"حين ندعو، لا يكون الجواب مجرد عطاء، بل قد يكون تكليفًا يقودنا إلى الحكمة. الصدفُ ليست عبثًا، والمصير ليس مجهولًا، فالله هو الربان، والنور دليل السائرين. هذه تأملاتي في حكمة القدر..."
حكمة القدر
كلما سألتُ الله المغفرة والرحمة،
كُلفتُ بالاستغفار، فكان رحيمًا.
وكأن كل ما فيَّ دعاء،
وكل الإجابة من الله سبب.
وأنا أتبع النور حيث دعاني،
فإن الهدى للقلوب نسب.
سَنَا الصُّدْفَةِ غَيْرُ مِيعَادِ نَارِهَا،
تَحْرِقُ الْحَطَبَ الْجَافَ فِي اللَّيْلِ وَحْدَهُ.
وَتَهْوَى نَفْسِي بَيْنَ شَوْقٍ وَحَسْرَةٍ،
كَنَارٍ تَزِيدُ اللَّيْلَ وَحْدَهُ وَجْدَهُ.
إِذَا حَالَ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالِ شَاعِرٌ،
حَالَ اللَّهُ بَيْنَ الْهَوَى وَبَيْنَ نَفْسِي.
فَيَحُولُ بِنَفْسِ الْهَوَى عَنْ هَوَايَ،
وَيُبْقِي بِقَلْبِي مِنَ الْحُبِّ هَمْسِي.
وَالصَّبْرُ نُورٌ لِمَنْ أُلْهِمَ الْفَرَجَا.
رَكِبْتُ السَّفِينَةَ، رُبَّانُ قَلْبِي وَاللَّهُ،
كَأَنَّهَا بَرْقٌ يَشُقُّ الْبَحْرَ فِي شِدَّةِ الرَّعْدِ.
نُورُ الصُّدَفِ غَالِبًا مَا تَجِدْهُ أَصِيلًا،
يَسِيرُ كَوَمْضِ الْبَرْقِ فِي خَطِّهِ الْفَذِّ.
وَهَكَذَا أَمْشِي وَفِي السَّيْرِ نُورُهُ،
شُعَاعُ طَرِيقِي وَالْفُؤَادُ فِيهِ يَحُولُ.
وَمَا لِيَ حَوْلٌ أَوْ قُوًى غَيْرَ مَا رَأَى،
إِلَهِي، فَإِنِّي بِمَا قَضَاهُ أَصُولُ
بديع عاصم الزمان