لحظة اللقاء
أَكْتُبُ لَكَ بَعْدَ أَعْصَارِ الفِراقِ
فِي قَلْبِي يَسْتَعِرُ شَوْقٌ وَلَهَانِي
أَجْلَسُ وَحْدِي فِي ظِلِّ الذِّكْرَى
أُنَاجِي النُّجُومَ وَأَتَذَكَّرُ مَا كَانِي
أَيُّهَا الحُبُّ الَّذِي أَحْيَا رُوحِي
أَفَلْ تَسْمَعُ صَوْتَ قَلْبِي وَيَحْنِي؟
أَحْلَامُكَ تَجْرِي فِي دَمِي كَالسَّيْلِ
تُغَذِّي كُلَّ أَمَلٍ، وَتَرُوِّحُ عَنِّي
فِي كُلِّ لَيْلَةٍ أَحْتَسِي طَعْمَ الشَّوْقِ
وَأَسْأَلُ النُّجُومَ عَنْ وَصْلِكَ وَمَا جَانِي
إِلَى مَتَى يَظَلُّ الحُبُّ غَيْمَ سُؤَالٍ
يَظَلُّ يُرَوِّي قَلْبِي، وَيَحْتَارُ فِي عَانِي؟
بِكُلِّ دَمْعَةٍ تَسْقُطُ مِنْ عَيْنِي
أَحْمِلُ حُبِّي، مَا زَالَ يُحَارِبُ الْخَانِي
إِلَى ذَاكَ اللّقاءِ الَّذِي يَشْهَدُ الشَّوْقَ
حَيْثُ تَتَلَامَسُ الأَرْواحُ فِي وَطَنِ الحُسْنِ
تَغْمُرُنِي رَائِحَةُ عَطْرِكَ، تَحْلُو الأَلْحَانُ
وَتَتَراقَصُ القُلُوبُ كَالأَمْوَاجِ فِي مَوجِ النَّسِيمِ
عَيْنَاكَ كَكَوْنٍ يَحْتَوي الأَسْرَارَ
وَتَحْتَ سَقْفِ السَّمَاءِ، نَسْتِنْفِضُ أَحْزَانَ
أَخَذْتُ مَوْعِدَ حُبٍّ خَالِدٍ بَيْنَنَا
نَحْتَ سَحَابَةِ الْحُبِّ، نَتَحَادَثُ فِي اللَّيَالِي
يَحْلُو الحَدِيثُ كَمَا يَحْلُو الشَّايُ فِي قَلْبِي
وَتَتَرَاءَى الأَمَانِي كَأَحْلَامٍ تَتَلَامَسُ
إِلَى مَتَى سَتَظَلُّ الأَيَّامُ تَفْصِلُنَا؟
فَالأَرْضُ تَحْتَ قَدَمَيْكَ تُزْهِرُ كُلَّ حَيَاةٍ
وَفِي ذَاكَ اللّقاءِ، سَأَحْمِلُ مَعِي حُبِّي
مَشْهَدٌ خَالِدٌ، يَحْفَظُ كُلَّ مَا كَانَ.
عِنْدَ اللِّقَاءِ، سَتَكُونُ الأَشْعَةُ الذَّهَبِيَّةُ تَتَسَاقَطُ كَالأَنْسَامِ عَلَى وَجْهِي، تُحَوِّلُ البَسَاتِينِ إِلَى مَلاَذٍّ سَاحِرٍ.
سَتَتَلاقَى أَعْيُنُنَا، وَتَشْتَعِلُ بَحْرَةُ الشَّوْقِ فِي قُلُوبِنَا، كَأَنَّ الزَّمَانَ أَتَى لِيَتَوَقَّفَ. سَتَكُونُ الرِّيَاحُ تَحْمِلُ رَائِحَةَ الأَزْهَارِ، تَتَلَاعَبُ فِي شَعْرِي كَأَنَّهَا تَحْتَفِي بِنَا.
سَتُحِيطُنَا أَصْوَاتُ الطَّبِيعَةِ، زَقْزَقَةُ العُصْفُورَاتِ وَهَمْسُ الأَشْجَارِ، كَأَنَّهَا تُغَنِّي لِنَا أُنْشُودَةَ الحُبِّ.
عِنْدَ تَلاَقِي الأيْدِي، سَتَشْعُرُ بِدَفْءٍ يَجْرِي فِي عَظْمِي، كَأَنَّ كُلَّ خَارِطَةِ الشَّوْقِ قَدِ اجْتَمَعَتْ فِي تَحَادُلٍ راقٍ.
تَجْرِي كَلِمَاتُنَا كَالنَّهْرِ، تَحْمِلُ مَعَانِيَ مَخْبُؤَةً فِي قُلُوبِنَا، وَتَتَشَابَكُ أَحْلَامُنَا فِي سَحَابَةٍ مَلَائِكَةٍ. سَتُضِيءُ الأَنْوَارُ مَنْحَنى الشَّارِعِ كَأَنَّهَا تَحْتَفِي بِنَا، وَتَسْتَعِيدُ الأَزْمَةُ سِحْرَ اللَّحْظَةِ.
عِنْدَها، سَأَحْتَسِي كُلَّ لَحْظَةٍ كَأَنَّهَا خَمْرُ الحُبِّ، وَسَتَكُونُ كُلُّ كَلِمَةٍ نَحْوَ بَعْضِنَا كَاللَّوْنِ الَّذِي يُزَينُ الأُفُقَ. سَتَكُونُ هَذِهِ اللَّحْظَةُ، عَزِيزَتِي، أَجْمَلَ مَا رَأَيْتُهُ فِي شَطْرِ زَمَانِي.
وَفِي نَفْسِ اللَّحْظَةِ، سَتَكُونُ الأَقْدَارُ تَتَأَلَّقُ،
حَيْثُ تَتَجَلَّى الأَمَانِي، وَتَتَلاَقَى القُلُوبُ.
سَأَحْمِلُ مَعِي هَذَا الحُبَّ، كَكَنْزٍ فِي قَلْبِي،
وَأَعِيدُ تَفَاصِيلَ الأَيَّامِ، كَأَنَّهَا سِرٌّ لا يُفَصَّلُ.
إِلَى الأَبَدِ، سَتَبْقَى ذِكْرَاكَ فِيَّ،
فَكُلُّ نَفَسٍ أَخُذُهُ، يُحْيِي شَعَاعَاتِ الحُبِّ.
إِلَى مَتَى، سَأَنتَظِرُكَ، أَيُّهَا النّورُ،
فَحُبِّي لَكَ أَبَدِيٌّ، كَسَمَاءِ تَتَأَلَّقُ.
عَلى ضَفَّةِ النَّهْرِ، تَحْمِلُني الذِّكْرَى،
أَشْتَاقُ لِلصَّوْتِ الَّذِي يُعَزِّفُ الأَلْحَانَ.
تَتَراقَصُ الأَشْجارُ مَعَ نَسِيمِ اللَّيْلِ،
تَهمسُ لِي سِرَّ الحُبِّ، وَتُسَطِّرُ الأَحْزَانَ.
فِي كُلِّ زَخَّةِ مَطَرٍ، أَرَى وَجْهَكَ،
كَأَنَّهُ قَصِيدَةٌ تُعَزَّفُ فِي كُلِّ مَكَانِ.
أَحْلَامُنَا تَتَشَابَكُ كَخُيوطِ الشَّمْسِ،
تَغْمُرُ القَلْبَ بِحُبٍّ يُهْدي الأَمَانَ.
فَإِلَى مَتَى سَتَظَلُّ الأَيَّامُ تَفْصِلُنَا؟
فالحُبُّ بَحْرٌ عَمِيقٌ، يُخَبِّئُ الأَسْرَارَ.
بالطبع! إليك أبيات عن الفراق بنفس الأسلوب:
فِي ظِلِّ الفِرَاقِ، تَتَجَلَّى الأَلْوَانُ
كَأَنَّ الأَيَّامَ تُدَوِّنُ آلامِي فِي أَحْلَامِ
تَسْتَعْبِدُني الذِّكْرَى، كَفَراشَةٍ ضَائِعَةٍ
تَحُومُ فِي مَسَارِحِ الحُزنِ، تَسْتَجْدِي الأَحْلَامَ
كُلُّ لَيْلَةٍ تُشْعِلُ نَارَ الشَّوْقِ فِي قَلْبِي،
وَتَسْتَعْلِي صَوَايَا الدُّموعِ كَأَنْهَارٍ جَارِيَةٍ
أُقَاسِي مَرَارَةَ الفِرَاقِ، كَحُدُودِ السَّمَاءِ
حَيْثُ تَتَفَجَّرُ الأَمَلَاتُ فِي وَادِي النِّسْيَانِ
فَأَحْرُفُ أَحْزَانِي فِي صَفَحَاتِ الزَّمَانِ
يَسْكُتُ الشَّوقُ، وَيَحْتَسِي الحَسْرَةَ فِي حَلِيمِ.
تَسْتَعْلِي الذِّكْرَى كَالأَحْلَامِ فِي سَمَاءِ،
تَحْمِلُ أَثْقَالَ الشَّوْقِ كَحِمَالَ الأَحْمَالِ.
فِي كُلِّ لَمْحَةٍ، أَشْعُرُ بِنَارِ الفِرَاقِ،
تَتَخَطَّفُني الأَيَّامُ، كَأَنَّهَا أَعْصَارٌ خَالِيَةٌ.
أُسَطِّرُ أَحْزَانِي عَلَى وَرَقَاتِ العُمْرِ،
وَتَتَسَاقَطُ الدُّموعُ كَالأَمْطارِ فِي الصَّحَارَى.
فَتَارَةً أَشْمُخُ بِنَفْسِي كَطَوْرِ النُّجومِ،
وَتَارَةً أَغْمُرُ فِي ظِلِّ الحُزنِ كَالْوَحْشَى.
فَتَسْتَعْمِرُ الأَحْزَانُ قَلْبِي، وَتُعَبِّرُ،
عَنْ حُبٍّ فَاتِرٍ، يَسْكُنُ بَيْنَ الأَضْلُعِ.
فِي طَيَّاتِ اللَّيَالِي، أَشْعُرُ بِكَ غَيْرَ مَوجودٍ،
تَتَلاَعَبُ الأَمْوَاجُ بِذِكْرَاكَ كَخَيَالٍ مَسْحُودٍ.
تَتَسَاقَطُ الأَحْلَامُ كَأَوْرَاقِ الشَّجَرِ،
وَتَجْرِي الأَحْزَانُ فِي نَهْرِ الصَّمْتِ كَالْبَحَرِ.
أَتَجَوَّلُ فِي مَكَانِنَا، أُصَافِحُ الذِّكْرَى،
وَتَجْرِي الدُّموعُ كَالأَمْطَارِ فِي يَوْمٍ مَغْبَرَةٍ.
كُلُّ مَكَانٍ يَحْمِلُ طَعْمَ غَيْبَتِكَ،
وَكُلُّ رَائِحَةٍ تُفَجِّرُ شَوْقِي لِلْلِّقَاءِ.
تَسْتَعْمِرُ الفِرَاقَ أَيَّامِي كَأَنَّهُ قَدَرٌ،
وَتَظَلُّ ذِكْرَاكَ تَحْرِقُ قَلْبِي كَالنَّارِ.
فِي زَحَامِ الأَحْلَامِ، أَشْمُخُ بِرَأْسِي،
أَحْمِلُ أَمَلَ العَوْدَةِ كَالنُّورِ فِي فَجْرِي.
تَزْهُرُ الأَيَّامُ مَعَ كُلِّ لَمْحَةٍ،
وَتَنبُتُ الأَمَانِي كَالأَزْهَارِ فِي بَادِي.
أَحْتَسِي طَعْمَ الشَّوْقِ كَخَمْرَةِ الحُبِّ،
وَأَحْلُمُ بِيَوْمٍ يُعِيدُنِي إِلَى قَلْبِكَ.
فَإِنَّ الأَمَلَ يَبْقَى كَالسَّحَابِ يُحَلِّقُ،
يَحْمِلُ مَشَاعِرِي كَالنَّسْمَةِ فِي الرِّيحِ.
سَتَتَلَاقَى أَرْوَاحُنَا كَالأَنْهَارِ،
وَتُعَزِّفُ مَعَانِي الحُبِّ أَجْمَلَ الأَشْعَارِ.
فِي قَلْبِي نَبْضَةُ أَمَلٍ تَشْعُرُ بِحُضُورِي،
أَعْبُرُ المَسَافَاتِ كَالطَّيْرِ فِي أَفْقِ النُّورِ.
تَتَرَائَى لِي وَجْهَكَ فِي كُلِّ زَخَّةٍ،
وَتَغْمُرُني الذِّكْرَى كَأَحْلَامِ اللَّيَالِي.
أُدَوِّنُ أَحْلَامِي عَلَى وَرَقَاتِ السَّمَاءِ،
وَأَحْمِلُهَا مَعِي كَالنُّجُومِ فِي اللَّيَالِي.
فَإِنَّ الأَمَلَ يُزْهِرُ كَالأَزْهَارِ فِي الرَّبيعِ،
يُعَانِقُ الأَرْوَاحَ، يُجَدِّدُ كُلَّ حَيَاةٍ.
سَتَتَجَسَّدُ الأَحْلَامُ فِي يَوْمٍ مُنتَظَرٍ،
وَتَتَلاَقَى قُلُوبُنَا كَالنُّورِ فِي الأَفْقِ.
أَشْتَاقُ إِلَى صَوْتِكَ كَهَمْسِ الرِّيحِ،
يَحْمِلُ إِلَيَّ أَخْبَارَ النُّجُومِ فِي اللَّيَالِي.
أَشْتَاقُ لِذَاكَ البَسْمَةِ الَّتِي تُشْعِلُ قَلْبِي،
كَأَنَّهَا شَمْسٌ تَغْسِلُ الأَحْزَانَ مِنْ ظِلَالِي.
أَذْكُرُ لَمَحَاتِ عَيْنَيْكَ كَحَكايا السَّرَابِ،
تَسْحَبُنِي إِلَى عَالَمٍ مَلَؤُهُ الأَمَانِي.
وَتَتَسَاقَطُ الذِّكْرَى كَأَوْرَاقِ الشَّجَرِ،
تَحْمِلُ رَائِحَتَكَ كَالعَطْرِ فِي الأَفْقِ.
سَأَجْمَعُ كُلَّ الشَّوْقِ فِي كَلماتٍ،
تَتَسَابَقُ إِلَى قَلْبِكَ كَأَسْمَاءِ الأَحَبَّةِ.
في صحوِ الفجرِ، اشتياقي يَشتدُّ،
إلى عينيكِ، يا من سكنتِ قلبي منذُ قديمِ.
تَسْتَعْبِدُني الذِّكْرَى، كَفراشةٍ ضائعةٍ،
تَحُومُ حولَ صورِكِ، في ليلٍ مُظلِمِ.
كلُّ نسمةٍ هَبَّتْ، تحملُ عطرَكِ،
وتُعيدُ إليَّ لحظاتٍ، كانتْ جميلةً وجميلةً.
أَتَجَوَّلُ في مَكَانِنَا، أُصَافِحُ الذِّكْرَى،
وتَجْرِي الدُّموعُ كَالأَمْطَارِ، في يومٍ مُغْبَرِ.
فإلى متى سَأَنتَظِرُ، يا منْ سَكَنْتَ قَلْبِي،
فاشتياقي إليكِ، بحرٌ لا يُقاسِ.
وَفِي خَاتِمَةِ الحُبِّ، سَتَبْقَى الذِّكْرَى،
كَنَجْمَةٍ تَشْعُ في ظَلامِ اللَّيَالِي.
سَأَحْمِلُ مَعِي أَحْلَامًا تَسْطُرُهَا الأَيَّامُ،
وَأَحْتَسِي طَعْمَ الشَّوْقِ كَخَمْرَةٍ فِي قَلْبِي.
فَأَنتَ النُّورُ الَّذِي يُنيرُ دَرْبِي،
وَإِلَى الأَبَدِ، سَتَبْقَى حُبِّي وَمَصِيرِي.
بقلمي د. الشريف حسن ذياب