.
.
عندما يفرغُ الفؤادُ، أرى... مَلاذه
بديع عاصم الزمان
إذا ما خفَّ قلبي من سواهُ...
عرفتُ بأنَّ مولاهُ مَلهاهُ
الحبُّ بدءُ الخلقِ في سفرِ المدى،
فصلٌ يضيءُ الطفلُ عيناهُ.
وفي احتدامِ الشوقِ... شرخُ صبابةٍ،
شَبَّ الفتى، واللهُ يرعاهُ.
يركضْ إلى الحلمِ الكبيرِ بلهفةٍ،
لا يدركُ النبضَ الذي آتاهُ.
حتى إذا نادى الزمانُ رُجولتَه،
شدَّ الأمانةَ، واستوى جاهُ.
فالحبُّ في صدرِ الرجالِ وصايةٌ،
قد شبَّهُ القرآنُ مأواهُ.
كهلٌ حكيمٌ لا يهرّ الدهرُ فيه،
أبقى المحبةَ، والندى غِناهُ.
لا يَذكُرُ الماضي ولكنْ يزرعُ الـ
ـمستقبلَ المزروعَ ذكراهُ.
ما بينَ أولِ صرخةٍ من طينةٍ،
وبحكمةِ "كُنْ"، اللهُ سوّاهُ...
كانَ الفؤادُ بذورَ حبٍّ خافتٍ،
حتى سقاهُ النورُ منْ مَاهُ...
فسرى بهِ سرُّ الجمالِ لذاته،
وتجلّتِ الأرواحُ تلقاهُ...
يعلو، ويتّسعُ الشعورُ بنبضِهِ،
حتى يُحِبَّ الكونَ مسعاهُ...
من فردِه، للمجتمعْ، لخلائقٍ
تسبيحُها في العشقِ مجراهُ...
حتى إذا بلغَ المدى، لم تبقَ فيـ
ـه سوى عبادتِهِ، وهَدّاهُ...
عادَ الحبيبُ إلى المحبِّ بوجهِهِ،
فالحبُّ وجهُ اللهِ، رؤياهُ...
.
.