.
.
صعودٌ بنجمي
صعدتُ... لا على أجنحةٍ، بل على خفقةِ يقينٍ ترجُفُ بها أنفاسي،
كأنما الأرضُ دفعتني... حين طهَّرتني من ظنّي، وجعلتني خفيفًا كالدعاء.
لم أطرق بابَ السماء، بل فتحتُه من داخلي،
من ذلك القلب الذي لا تحدّه حدود، إذا خلوتُ إليه صدقًا،
وما إنْ أغمضتُ قلبي... حتى انشقّ عني الأفق.
نجمةٌ... لا، بل نداءٌ من نورٍ كان بي،
كنتُ أراه بعيدًا، فإذا هو أنا، حين زالتِ الغشاوة.
كلّ شيءٍ خلفي... صار خفيفًا،
حتى الأسماء، حتى الوقت، حتى وجعي الذي كنت أظنه سقفي.
وقد كنتُ أحمله، لا يحملني!
أنا الآن في العلوّ،
لا لأنني ارتقيت،
بل لأنني اتّسعت… حتى ما عدتُ أحتاج أرضًا لأقف،
ولا ظلًّا لأثبت.
فيا من تهوي لتصعد،
اعلم أن بعض السقوطِ إشراقٌ يُراد به الصعود،
وأنّ النجمَ لا يهوى،
إلا ليوقظ في الأرض من يصعد إليه.