recent
أخبار ساخنة

فراشةُ الألوانِ وسؤالُ الإدراكِ ..... للأستاذ. بديع عاصم الزمان

فراشةُ الألوانِ وسؤالُ الإدراكِ

كيفَ تدركُ الفراشةُ مدى لونها
وفيها شتّى الألوانِ، بلونِها مهدى

تُبحرُ بين النورِ، تلمسُ السحرَ
وتنسجُ من ضوءِ الندى حلمًا مُهدى

كلُّ جناحٍ منها حكايةُ زمنٍ
يروي السحرَ خلفَ الأفقِ المُهدي

فهل تَعلمُ أنَّ ذاتَها ملآى
بألوانٍ تسري في القلبِ بُعدى؟

تتبدلُ الألوانُ في مرآةِ العيونِ
كأنها سرُّ الحياةِ في محياك مُشدى

فالفراشةُ تَعرِفُ ذاتَها، وتفهمُ
أنها نغمٌ، ألحانٌ، وبحرٌ يُسدى

بين نعمٍ ولا، يرقةٌ أم فراشةُ الألوانِ؟

بين نعمٍ ولا، القلبُ تمادى في الألوانِ
يرقصُ فوقَ جسرِ الظلِّ والنورِ بلا توانِ

ينسجُ وهمًا من ضوءٍ وظلالٍ يحكي غرامَ
ويتركُ الحقيقةَ حائرةً بين الغيمِ والألحانِ

كيفَ الزهرةُ في اللوحةِ؟ هل جمالٌ لها أم فناءُ؟
هل الإطارُ يغني عن المدى أم يخبئُ الجرحَ الضياءُ؟

ترى الطبيعةَ، فتنسى حقيقتها كأنها
حلمٌ يُزيِّنُ القطيعةَ في مسرحِ السَّما

فلا تُخدعِ العينَ بصفو الألوانِ في لجةِ
فالحقائقُ خلفَ الزهرِ صريعةٌ لا تَزْهى

في السؤالِ تكمنُ الفكرةُ، وفي الفكرِ يولدُ
وعيٌ يَسري في الصمتِ، يلامسُ الأرواحَ

هل الجمالُ حقيقةٌ، أم رحلةُ فهمٍ تجري
في لجةِ الزمانِ، حين تتلونُ الأقدارُ؟

✒️ بديع عاصم الزمان

.
google-playkhamsatmostaqltradent