recent
أخبار ساخنة

ألا ربّوا بنيكم ... للأستاذ. محمد الدبلي الفاطمي

ألا ربّوا بنيكم 
نفكّرُ في الطّعامِ وفي الشّرابِ
ونكرهُ أنْ نفــكّرَ في الكـــــتابِ
كأنّ بُطوننا غلبتْ علينا
فصــرْنا في التّكالبِ كالكـــــلاب
وإنّ لنا ببطنِ الأرض يوماً
لقاءً في القـــــــبورِ مع الحـــسابِ
وَوقتئذٍ سندركُ ما اقْترفنا
فنـــشعرُ أنّنا تحـــتَ التّــرابِ
فعلّمْ ما استطعتَ فإنّ ربّي
سيُجزي المُصْلحين على الصّـوابِ

ألا ربّوا البنينَ على النّظامِ
وربّوهُـــم على فـــــقهِ الكـــلامِ
وربّوا في البناتِ العزمَ حَزماً
ولا تُلقوا بهنّ إلى الـــــظّلامِ
أرى تركَ البنينَ بلا اهْتمامٍ
خطيراً في الحـــياةِ على الأنامِ
وتربيةٌ كهذهِ سوْف تأتي
بِجيْلٍ في الشّعــوبِ من اللّئـــامِ
وعندئذٍ سنحصُدُ ما زرعْنا
وزرعُ الشّرّ يُحْصَــدُ في الخــــتامِ

ألا ربّوا بنيكمْ علّـــــموهمْ
وبالأدبِ المُــــعبّرِ ثــــقّفوهُمْ
وكونوا للطّفولةِ خيرَ عونٍ
وبالنّصـــحِ المُـوجِّهِ زوّدوهُـــــمْ
عليكمْ بالتّقــدّمِ إنْ أردتمْ
عليكمْ بالنّهــوضِ إذا عزمْتُــمْ
وإنْ أنتمْ بقيتُمْ في سُباتٍ
فأنتمْ في التّطوّرِ قد خَسِــــرتُـــمْ
عزائمكُمْ سترسُمْ ما ابْتَكرتُمْ
فكونـــوا خيرَ قوْمٍ إن أردْتُــــمْ

ألا ربّوا البنات على الحياء
فهنّ الأمّــــهات من النّـساء
وتربية البنــــــات بلا حياء
ستدفعهنّ حتما للـــــــبغاء
فهنّ على البلاد لهنّ حقّ
كما أمر الرّحيـــــم من السّــــماء
فلا تلقوا بهنّ إلى جحيم
بتربية تـــــــــساهم في الوباء
وكونوا عونهنّ على التّحدّي
فهـــنّ أساسنا عنـــــد البناء

أحبّ الصّالحين من الرّجال
ومن رفضـوا الرّكون إلى الضّلال
أحبّ الصّالحين ولست منهم
لأنّ خصالهم هزمت خصــــالي
رجال مثل ماء المزن خيرا
كرام باليمـــــيــــن وبالشّــــمال
عظام في البناء إذا استعدّوا
سرائرهم تجسّــد بالفعــــال
يساند بعضهم بعضا بحزم
على شقّ المسالك في الجــــــبال

لم عزف الشّباب عن الدّراسه
هل التّعليم أصبح كالنّــــــجاسه
لماذا حظّنا حظّ تعيس
ومغربنا يضاعف في التّــــعاسه
نعلّم نسلنا ما ليس يجدي
ليــفشل في مواصـــلة الدراسه
رميناهم بشرّ مستــــطير
فحوّلهم إلى سوق النّــــــخاسـه
سنحصد في النّهاية ما زرعنا
لنـــبقى أمّة تحت الحراســـه

فقدنا الفقهَ في علمِ البيانِ
فخلــخَلَ نُطقنا شللُ اللّـــــسانِ
وطال الجهلُ فهمَ الذّكْرِ عَجزاً
فضاعَ الفقهُ في مجْـــــرى الزّمـانِ
وهذا عــمّق التّأثيرَ فينا
وأجبرنا على حَـــمْل الهـــــوانِ
فكيفَ سنفقهُ القرآن فقْهاً
بلا لغة تقودُ على البيـــانِ
وما لمْ نستطعْ رفعَ التّحدّي
سنبقى في الوجـــــودِ بلا مـــكانِ

أغيثونا بتربيـــــةِ البنينا
فقد فــــقدوا الــــهدى أدباً ودينا
مدارسُنا تقهقرَ مُستواها
فأضحَتْ مَصْنـــــعاً للمُـــجْرمــينا
نعلّمُ للصّغارِ قُشورَ علمٍ
تشوّه بين أيدي الجاهلــــــــينا
ونأمرهم بحفظ الدّرس قسرا
ونضربُ بالعصا ضرباً مُشــــيــــنا
إذا صلُح التّعلّمُ في بلادي
غدا التّلميذُ مُجتهداً أميـــــــــنا

محمد الدبلي الفاطمي
google-playkhamsatmostaqltradent