مرسومُ الاستقالة
أعلنُ الآنَ اعتزالي..
عن حماقاتي، وعن طيشِ انفعالي
عن عُصورٍ من ضَياعٍ خِلتُها..
في غبائي.. قِمّةً في الاتّصالِ!
خمسُ أعوامٍ.. وأنتَ تَسوقُني
نحو ذبحي.. بابتساماتِ الغَزالِ
تَسرقُ الضحكةَ من ثَغري، وتَرمي
في طريقي.. جثّةَ الحلمِ المثالي
خنتَني حتى مللتَ الغدرَ.. حتى
صِرتَ أُستاذًا بفنِّ الاحتيالِ!
وعندما قررتُ أن أنجو بنفسي..
وأكسرَ القيدَ الثقيلَ من المحالِ
جئتني تَبكي.. وتزعمُ أنَّ حُبّي
هو قِبلتُكَ الوحيدةُ.. والظلالِ!
يا لَسُخفِ القولِ من جلاّدِ قلبي
كيف يُسقي الشهدَ في كأٍسِ النكالِ؟
رَجَمْتَني.. بالمرضِ النفسيِّ لَمّا
قُلتُ: "لا".. بوجوهِ أشباهِ الرجالِ!
وزعمتَ أني لن ألاقي.. مِثلَ قلبِكَ
في حنانٍ.. أو وفاءٍ.. أو دَلالِ
يا لَهذا الزّيفِ.. هل خِفتَ انطلاقي؟
أم تراكَ خِفتَ أن ينهارَ عالي؟
أبكي؟ نعم.. فدموعُ حُزني "نقطةُ الضعفِ"
التي منها غَزوتَ.. ومنها اغتيالي
لكنّني.. رُغمَ ارتعاشي.. رُغمَ خوفي
سأُكملُ الدربَ.. ولو عُدتُ لحالي
فالعيشُ في صحراءِ حريتي.. بَهاءٌ
ألفُ مَرّةٍ.. من جنّةِ الإذلالِ!
لمياء بن طامن
